تحولت مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، إلى "مدينة أشباح" بعد نزوح عشرات الآلاف من هناك، هربًا من مليشيا الدعم السريع التي سيطرت على المدينة قبل أيام.
وفي صبيحة يوم السبت الماضي، هاجمت - وعلى نحو مفاجئ - مليشيا الدعم السريع مدينة "ود مدني" من الناحية الشرقية بواسطة عدة عربات قتالية. ووقعت اشتباكات مع قوات الجيش السوداني المتمركزة بالقرب من أحد الجسور الرئيسية.
وبعد معارك استمرت يومين، تمكنت مليشيا الدعم السريع من السيطرة على المدينة، التي تقع على بعد 140 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة الخرطوم، في قلب ولاية الجزيرة، المعروفة بسلة الغذاء الزراعية في السودان.
نزوح الآلاف
ودفع اجتياح مليشيا الدعم السريع لود مدني، الآلاف إلى النزوح من المدنية، التي يقدر عدد سكانها بنحو 700 ألف شخص. وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، في بيان، إن ما يصل إلى 300 ألف شخص فروا من مدينة ود مدني في السودان في موجة جديدة من النزوح واسع النطاق.
وتصنف مدينة ود مدني ثاني أكبر مدن البلاد بعد الخرطوم من حيث التعداد السكاني والنشاط التجاري والاقتصادي، كما انتقلت إليها العديد من المؤسسات الاقتصادية والتجارية بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، في أبريل الماضي.
ومثّلت مدينة ود مدني، سابقا، وجهة أكثر استقرارا لكثير من الفارين بعد احتدام الاشتباكات في الخرطوم، ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، فإن ود مدني وقرى ومدن ولاية الجزيرة، استقبلت نحو 500 ألف نازح من إجمالي 5.5 مليون شخص فروا إلى مواقع داخل البلاد جراء الحرب.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة" اليونيسيف" بنزوح 150 ألف طفل بسبب الحرب في السودان التي امتدت إلى مدني، التي تعد المركز الرئيسي للعديد من الخدمات المنقذة للحياة في ولاية الجزيرة والتي تضم 3 ملايين طفل. ويفر المدنيون من ود مدني إلى ولايات مثل سنار والقضارف وكسلا وبورتسودان.
ومن شأن هذه التحركات الأخيرة أن تدفع إجمالي عدد النازحين في السودان إلى أكثر من 7.1 مليون نسمة، وهي أكبر أزمة نزوح في العالم. وقد فر أكثر من 1.5 مليون شخص إلى البلدان المجاورة.
تعليق البعثات الإنسانية
وتم تعليق جميع البعثات الإنسانية الميدانية من وداخل ولاية الجزيرة، وهي مركز إنساني حيوي للعمليات الإنسانية في السودان، مما يهدد عمليات تسليم المساعدات الحيوية الهشة بالفعل لأكثر من 270,000 شخص محتاج داخل ود مدني والسكان النازحين الفارين من العنف المستمر، وفقا لخطة الاستجابة الإنسانية في السودان.
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بانتشار ميليشيا الدعم السريع بأحياء عديدة في مدينة ود مدني بالسودان، لافتة إلى أن الأوضاع الإنسانية في ود مدني صعبة ومعقدة. وتابعت بأن معظم مستشفيات ود مدني، متوقفة عن العمل، وسط عمليات نزوح كبيرة بالمدينة.
اغتصاب وسلب ونهب
ونقل الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية "بى. بى. سى" النسخة العربية، عن شهود حقوقيين بوقوع حالات اغتصاب النساء في مدينة ود مدني، بعد سقوطها في يد مليشيا الدعم السريع. هذا إلى جانب تقارير عن انتشار عمليات السلب والنهب في المدينة.