الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مظاهرات واعتقالات واتهامات بالتزوير.. انسداد الأفق السياسي ينذر بـ"حرب أهلية" في صربيا

  • مشاركة :
post-title
مظاهرات صربيا

القاهرة الإخبارية - مصطفي لبيب

تعيش جمهورية صربيا أجواءً مشحونة من الاضطرابات العنيفة بين السلطة الحاكمة والمعارضة، وذلك بعد أقل من أسبوع على انتهاء الانتخابات البرلمانية، والتي فاز فيها الحزب الحاكم بأغلبية ساحقة، وهو الأمر الذي اعتبرته القوى السياسية بمثابة تزوير رسمي؛ مما دفع مئات الآلاف منهم للخروج إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة.

ووفقًا للبيانات الرسمية التي نشرتها وكالة "رويترز"، فإن الحزب التقدمي الصربي الحاكم -الذي وصل إلى السلطة بعد انتخابات 2012- فاز بنسبة 46.72% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي كان من المفترض إجراؤها في إبريل 2026، بعد أن دعا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إلى إجرائها مبكرًا، والتي تعني الفوز بأكثر من نصف مقاعد الجمعية الوطنية البالغ عددها 250 مقعدًا.

بعثة المراقبين

بعد إعلان النتيجة شبه الرسمية، خرجت بعثة المراقبين الدوليين، مكونة من ممثلين عن منظمات حقوقية دولية، التي كانت تراقب الانتخابات، ببيان كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث أعلنوا عن وقوع مخالفات متعددة، كان من أبرزها حالات شراء الأصوات وحشو صناديق الاقتراع بأوراق غير رسمية، وفقًا لشبكة abcnews الأمريكية.

أيضًا، قالت بعثة المراقبين إن تحالف الحزب الحاكم، حصل على ميزة غير عادلة، من خلال التحيز الإعلامي، وإساءة استخدام الموارد العامة، بجانب هيمنة الرئيس خلال الحملة الانتخابية ومخالفات التصويت، وهو ما كان بمثابة شرارة التقطتها قوى المعارضة، التي شكلت تحالف "صربيا ضد العنف".

من جانبها أسرعت السلطات الصربية في نفي حدوث أي تزوير في الانتخابات، ووصفت الماراثون الانتخابي بأنه عادل، وقال الرئيس الصربي، إن مزاعم حدوث مخالفات في التصويت هي "أكاذيب" صارخة تروج لها المعارضة السياسية، وفقًا لما أشارت له bbc البريطانية.

حرب أهلية

دعت الأحزاب المعارضة على إثر ذلك، إلى تنظيم احتجاجات واسعة تشمل جميع مدن البلاد، بما فيها العاصمة بلجراد، وكانت ذروة تلك الاحتجاجات بالأمس، عندما شن المتظاهرون هجومًا عنيفًا، محاولين اقتحام المبنى الحكومي لمجلس مدينة بلجراد، وهي المنطقة التي تحتوي على البرلمان الوطني والمقر الرئاسي، وقاموا بتحطيم واجهات المكان.

شرطة مكافحة الشغب الصربية، التي تحصنت داخل المبنى، تمكنت من التصدي لهم، بل وقامت بطردهم من محيط المكان واعتقال العديد من الأشخاص، بعد ما يقرب من 20 ساعة متواصلة من الكر والفر بين الطرفين، وهو الأمر الذي وصفه سياسيون بإمكانية اندلاع حرب أهلية لو دعا الرئيس الصربي لخروج مظاهرات مضادة.

الإطاحة بالحكومة

الرئيس الصربي بدوره علق على تلك الأحداث، واصفًا إياها بأنها محاولة عنيفة ومدبرة من الخارج للإطاحة بالحكومة والاستيلاء على مؤسسات الدولة، وقال في تصريحاته التي نقلتها abcnews الأمريكية: "هذه ليست ثورة ولن ينجحوا، نحن نبذل قصارى جهدنا من خلال رد فعلنا الهادئ والمعتدل حتى لا نؤذي المتظاهرين".

اتهامات للغرب

لم تكن روسيا، التي تتمتع بعلاقات طيبة مع صربيا، بعيدة عن تلك الأزمة، بل واتهمت صراحة وفقًا لما نقلته وكالة سبوتنيك الناطقة بالإنجليزية، عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية قوله أن تقنيات الغرب وأدواته فيما يحدث في الميادين بصربيا ظاهرة وواضحة، مضيفًا أن الرد الوحيد على ذلك هو احترام خيارات الشعب الذي أدلى بصوته في الصناديق.

كما اتهم نائب بارز في الدوما الروسي، أدالبي شخاجوشيف، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وجهاز المخابرات البريطاني (MI6) بالضلوع في الأحداث في صربيا، وهو ما وصفه بالظاهر للعيان من خلال أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين حرضوا مسبقًا على النتائج قبل إعلانها.

حلول غائبة

يبدو أن الأيام القادمة قد تشهد مزيدًا من التوتر، بعد انسداد أفق أي حل سياسي، خاصة بعد إعلان قادة تحالف صربيا ضد العنف المعارض، أنهم مستمرون في مواجهة الحكومة، معلنين أنهم غير معترفين بنتائج الانتخابات، الأمر الذي يدفع بشغور مقاعدهم التي حصلوا عليها في الانتخابات، في محاولة منهم لخلق فراغ دستوري.

وسوم :صربيا