الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التوتر يتصاعد بين الجارتين.. كوسوفو تطالب صربيا بسحب قواتها من على الحدود

  • مشاركة :
post-title
رئيس صربيا ورئيسة كوسوفو

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

تتصاعد حدة التوتر بين صربيا وكوسوفو، منذ الأحد الماضي، بعد أن قالت شرطة كوسوفو، إن نحو 30 صربيًا مدججين بالسلاح اجتاحوا قرية بانيسكا، ثم بعد ذلك قيام صربيا بنشر قوات على الحدود المشتركة بين البلدين، لترد كوسوفو بالطلب من جارتها سحب قواتها، قائلة إنها مُستعدة لحماية وحدة أراضيها.

وأثار نشر صربيا لقوات على الحدود مع كوسوفو، مخاوف دولية إزاء الاستقرار في المنطقة، إذ دعت الولايات المتحدة صربيا إلى سحب قواتها، المنتشرة على الحدود، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض، مُشيرًا إلى أن قوة حلف شمال الأطلسي المنشرة في الإقليم الصربي السابق "كفور" ستعزز انتشارها، في شمال كوسوفو.

وفي بيانها دعت حكومة كوسوفو التي أعلنت الاستقلال عن صربيا في 2008 بعد انتفاضة مسلحة، وتدخل حلف شمال الأطلسي في 1999: "الرئيس فوتشيتش ومؤسسات صربيا إلى سحب جميع قواتها فورًا من الحدود مع كوسوفو".

وقالت إن نشر القوات الصربية بطول الحدود، هو خطوة تهدد وحدة أراضيها.

الرئيس الصربي

من جانبه قال الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، إنه لا يعتزم إصدار أمر لقواته بعبور الحدود إلى كوسوفو، إذ إن تصعيد الصراع من شأنه الإضرار بتطلعات بلجراد إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".

وترفض صربيا الاعتراف باستقلال كوسوفو والتي كانت إقليمها الجنوبي السابق، ذا الغالبية الألبانية.

روسيا وأمريكا

مع بدء الأزمة الأخيرة، أعرب الكرملين عن قلقه من الوضع في كوسوفو، وقال إنه من المحتمل أن يصبح خطرًا، معربًا عن دعمه للصرب، بعد الحادث الذي أجج التوترات بين بريشتينا وبلجراد.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إن الوضع شديد التوتر ويحتمل أن يصبح خطرًا.

موقف أمريكا

تناصر أمريكا كوسوفو، ودعت صربيا إلى سحب قواتها، التي نشرتها عند الحدود مع كوسوفو، مؤكدة تعزيز وجود قوة حلف شمالي الأطلسي في كوسوفو، ذات الأغلبية الألبانية.

وقال البيت الأبيض إن صربيا التي ما زالت ترفض الاعتراف بكوسوفو نشرت قوات عبر الحدود، بعد الاشتباك المسلح الذي وقع شمال كوسوفو في 24 سبتمبر الماضي، والذي أدى إلى مقتل عنصر من شرطة كوسوفو و3 مسلحين من الصرب.

وأكد جون كيربي، المُتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أنه "بسبب التطورات الأخيرة"، فإن قوة الحلف الأطلسي المنتشرة في كوسوفو (كفور) "ستعزز انتشارها" في شمال الإقليم السابق، لكنه لم يوضح ما إذا كان الأمر سيقتصر على إعادة تموضع القوات أو بزيادة أعدادهم.

كما أبدى الناتو استعداده لتعزيز هذه القوة بهدف "مواجهة الوضع"، إذ قال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، في بيان الجمعة، إن مجلس شمال الأطلسي أجاز (هيئة اتخاذ القرار السياسي في الحلف) لنشر قوات إضافية لمواجهة الوضع، لكنه لم يحدد ماهية القوات التي يمكن نشرها إذا اقتضت الضرورة.

تاريخ الصراع بين صربيا وكوسوفو

بدأ الصراع بين صربيا وكوسوفو، عام 1999، وانتهى بإعلان استقلالها في 2008، إلا إن بلجراد ما زالت تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من صربيا، كما أن هناك أقلية صربية تعيش في كوسوفو، هي سبب الأزمة الحالية.

ورغم أن كوسوفو تحظى باعتراف أكثر من 100 دولة، ترفض صربيا والصين وروسيا الاعتراف بها.

ويعد شمال كوسوفو، سبب استمرار الأزمة بين البلدين، فرغم أن 90% من سكان كوسوفو من أصل ألباني، يشكل الصرب نحو 5%، وفي الشمال يعيش 50 ألف صربي لا يعترفون باستقلال كوسوفو ويحتفظون بروابطهم الوثيقة مع بلجراد.

وبين أبرز الأزمات بين صربيا وكوسوفو، "أزمة اللوحات"، إذ حاولت كوسوفو أن تطلب من الأقلية الصربية لديها تغيير لوحات السيارات القديمة، التي تعود إلى فترة ما قبل الانفصال، إلا أن الصرب رفضوا، ولم يمتثل سوى القليل منهم للأمر، ما أدى إلى استقالة جماعية للصرب من جميع المؤسسات الوطنية في كوسوفو نوفمبر الماضي، وشملت الاستقالات أكثر من 600 ضابط شرطة.