أعلنت شركة الشحن الدنماركية "ميرسك"، استعدادها لاستئناف عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، بعد أن علقتها في وقت سابق من هذا الشهر، إثر تهديدات الحوثيين واستهدافهم السفن المُتجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الشركة إن إعادة عملياتها، يأتي بعد نشر قوة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تهدف لضمان سلامة التجارة في المنطقة، وذلك بعد تلقيها تأكيدًا بأن البحرية المشتركة تم نشرها بالفعل للسماح للتجارة البحرية بالمرور عبر المنطقة.
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي، إطلاق قوة بحرية متعددة الجنسيات؛ لحماية التجارة في البحر الأحمر، من الهجمات الحوثية، سواءً بالمسيرات أو الصواريخ، وهي الهجمات التي أعلنوا شنها ردًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافت الشركة العالمية في بيانها، إنه بتفعيل "حارس الازدهار"، تستعد الشركة للسماح للسفن المتجهة إلى الشرق والغرب لاستئناف العبور عبر البحر الأحمر.
ولكن "ميرسك"، لم تعلن الموعد بالتحديد لاستئناف العمليات، مُشيرة إلى أنها ستعلن المزيد من التفاصيل الأيام المقبلة، كما حرصت على أنها قد تلجأ لتحويل مسار السفن وفق ظروف السلامة.
وكانت الشركة أعلنت يوم الثلاثاء إعادة توجيه السفن حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، وقالت إنها ستفرض رسومًا إضافية على الحاويات للشحنات المتجهة إلى آسيا لتغطية التكاليف الإضافية الناجمة عن زيادة مدة الرحلة، فيما أعلنت عدة شركات أخرى وقف إبحار سفنها في البحر الأحمر، لمخاوف تتعلق بالسلامة.
حارس الازدهار
وقبل أيام أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات للمساعدة في حماية حركة العبور التجارية عبر البحر الأحمر، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، يوم الخميس، إن أكثر من 20 دولة وافقت على المشاركة في التحالف.
ومن أبرز الدول التي انضمت إلى التحالف: كندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا وسيشيل والمملكة المتحدة، إلا أن مدريد أثارت الجدل بعد أن نفت انضمامها إلى التحالف فيما أعربت فرنسا عن قلقها إزاء تأثير انضمامها على العمليات الأخرى.
وبدأ الحوثيون هجماتهم منتصف الشهر الماضي، وفي 19 نوفمبر احتجزوا سفينة شحن في البحر الأحمر يملكها الملياردير الإسرائيلي أبراهام "رامي" أونجار، ثم في 3 ديسمبر تم استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، هما "يونِتي إكسبلورر" و"نمبر ناين"، وفي 9 ديسمبر حذروا باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وفي 12 ديسمبر استهدف الحوثيون ناقلة النفط التجارية "ستريندا"، التي ترفع علم النرويج.
وفي 14 ديسمبر، فشلوا في استهداف الناقلة "أردمور إنكاونتر" وكانت ترفع علم جزر مارشال، وفي 15 ديسمبر استهدفوا 3 سفن حاويات، واحدة منها ملك شركة النقل الألمانية "هاباج لويد" وترفع علم ليبيريا.
وقال خبراء إن تحويل مسار البحر الأحمر لطريق رأس الرجاء الصالح يرفع كلفة الشحن والتأمين والخدمات اللوجستية البحرية الأخرى، بنسب تصل إلى 30%.
تحديات
مهمة إسقاط كل صواريخ ومسيرات الحوثيين في البحر الأحمر، تمثل تحديًا لوزارة الدفاع الأمريكية، لتكلفتها المادية الباهظة، بحسب صحيفة "بوليتيكو"، فيما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن الحوثيين لديهم مخزونات ضخمة من الصواريخ والطائرات من دون طيار، مضيفة: "هذا يعني أن التكلفة المادية للتصدي لأدوات الحوثيين ستكون مرهقة للغاية".
وتُشير تقديرات البنتاجون إلى أن الحوثيين نفذوا هجمات بأكثر من 100 نظام جوي غير مأهول، وأخرى بالصواريخ الباليستية استهدفت 10 سفن تجارية، كما احتجزوا السفينة التجارية "جالاكسي ليدر" وطاقمها الدولي المكون من 25 فردًا، رهائن منذ 19 نوفمبر.