في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الترويج لخطته الاقتصادية والتركيز على توفير الوظائف في الولايات المتحدة، يواجه احتجاجات حاشدة من المؤيدين للقضية الفلسطينية في بعض المدن الديمقراطية الكبرى، إذ يطالب المحتجون "بايدن" بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة، وإنهاء الحصار المفروض عليها، وينتقدون موقف الإدارة الأمريكية من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودعمها لإسرائيل عسكريًا وسياسيًا.
شيكاغو
مع وصول بايدن إلى مدينة شيكاغو الخميس، للحديث عن الوظائف الأمريكية مع عمال السيارات المنتمين لنقابة العمال المتحدة في بلفيدير، إلينوي، وجد الرئيس الأمريكي نفسه محاصرًا بأكثر من ألف محتج من المؤيدين للفلسطينيين يحملون لافتات تحمل عبارة "جو الإبادة" ويطالبونه بالدفع نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
بوسطن
وقبل ساعات من ذلك، في مدينة بوسطن الديمقراطية أيضًا، تجمع أكثر من 100 محتج خارج فندق فخم في وسط المدينة، وطالبوا نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، بالتوقف عن دعم إسرائيل ودعم وقف إطلاق النار في غزة.
الكونجرس
وفي سياقٍ متصلٍ، تعرض وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لموقف محرج، أثناء إلقائه كلمة خلال جلسة استماع في الكونجرس؛ لمناقشة تقديم مساعدات لكل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، إذ قال المحتجون، الذين كانت أيديهم ملونة باللون الأحمر، "اتفاقية جنيف تحظر قصف المناطق المكتظة بالسكان.. أوقفوا دعم الإبادة.. أوقفوا إطلاق النار.. أنقذوا أطفال غزة".
وقالت إحدى السيدات: "يطالب العالم بوقف إطلاق النار، الشعب الأمريكي لا يريد دعم هذه الحرب، أوقفوا تمويل هذه المذبحة، التي ترتكبها إسرائيل بحق شعب غزة".
كما قاطعت طفلة صغيرة بلينكن وطالبت بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأضافت: "66 % من الضحايا أطفال ونساء".
رد فعل الإدارة الأمريكية
تأتي هذه الاحتجاجات في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، منذ 7 أكتوبر، وقد أعلن البيت الأبيض، أن إسرائيل وافقت على تنفيذ "هدنات إنسانية" يومية في القتال بشمال غزة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي، إن الاتفاق يتيح بعض المجال لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وللمدنيين -وربما الرهائن- للفرار من المزيد من الأذى. ولكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة للمؤيدين للفلسطينيين الذين يرون أن وقف إطلاق النار هو أفضل طريقة لتحقيق السلام في المنطقة.
ولم يتطرق بايدن إلى الصراع أو المحتجين في فعاليته الرسمية مع عمال السيارات، ولا في لقائه مع المانحين في شيكاغو، ويُشير نشاط المحتجين في الشوارع إلى أن الصراع في الشرق الأوسط سيظل يلقي بظلاله على حملة بايدن.