طاقة فنية متوهجة وأداء فني مميز يتسم بهما الفنان اللبناني رفيق علي أحمد، جعل منه أحد أبرز الوجوه في الفن العربي، وهو ما تحقق في ظل حرصه المستمر على البحث عن الدور المميز، حاملًا أفكارًا ومفاهيم تظهر جلية عبر أعماله الفنية.
لا يلجأ الفنان اللبناني إلى الميل لنوعية معينة من الفنون، لكنه يبحث عن الدور المميز أينما وجد، سواء عبر السينما أو التلفزيون أو المسرح، وهو ما حقق له توازنًا فنيًا في الوطن العربي، بالإضافة إلى حرصه على حضور المهرجانات بهدف التبادل الثقافي والاطلاع على الفن في العالم من خلال مشاهدة الأفلام، كانت آخرها النسخة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي التي انتهت فعالياتها أخيرًا.
وقال رفيق علي أحمد لموقع "القاهرة الإخبارية: "إن المهرجانات مثل كل شيء في الحياة فيها أشياء ضرورية وأخرى ليست ضرورية، فعندما يكون القائمون عليها يمتلكون الوعي الكافي من الثقافة والسينما يصبح هنا من الضروري إقامتها للتواصل وتبادل الخبرات بين الدول، فدائمًا شرارة الإبداع لا تحدث إلا بالاحتكاك بين حجرين، وبالتالي الفن والإبداع لن يحدث بينهما شرارة إلا بالاحتكاك بين عقول البشر".
مصر منبع الثقافة
قدّم رفيق أحمد أكثر من تجربة فنية مصرية، سواء من خلال الدراما التلفزيونية أو السينما، ما جعل البعض يتوقع استقراره فيها خلال الفترة المقبلة، ليقول: "مصر هي مركز ونبع الثقافة والإبداع، تربى على هذا الإبداع العديد من الأجيال الذين أصبحوا يتبعون النهج المصري وتحديدًا السينما المصرية، إذ إن العالم العربي كان يتواصل باللهجة المصرية التي كانت جسرًا بين المغرب والمشرق، وفي المهرجانات السينمائية يتحدث المغربيون بالفرنسية، بينما المشرقيون يتحدثون باللغة العربية الفصحى وعندما ينتبهوا يتحدثون سويًا باللهجة المصرية، وبالتالي اللهجة المصرية تعد وسيلة التواصل بين كل العرب".
وأضاف: "السينما المصرية مرت بالعديد من المراحل، وفي إحدى هذه المراحل باتت هوليوود الشرق، وهو الأمر الذي لم يأت صدفة بل تحقق بالإبداع الفني وكيفية اختيار الموضوعات وأسماء النجوم الكبيرة، وبالتالي عندما يتساءل البعض لماذا لا آتي إلى مصر لأنه لا يهمني صورة الممثل، ففي حياتي لم أعمل على الممثل ولكن ما يهمني الموضوع، إذ قدمت العديد من الأعمال المسرحية وما زلت، وفي السنوات الأخيرة قدمت بعض الأعمال التلفزيونية ونجحت فيها، لأن "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، ولكن في النهاية أنا شغوف للغاية بالمسرح".
وتابع: "لي كامل الشرف عندما يكون هناك أدوار لبنانية في مصر يستعينون بي، لكن مصر لا ينقصها أي شيء من الطاقة البشرية والإبداع والفن، ولا يجوز أن آتي وأعيش في مصر حتى أصبح مشهورًا، فغايتي ليست الشهرة، لكنني أهتم بالموضوع وتسليط الضوء على القضايا المهمة من خلال أعمالي، وكان لي الحظ والشرف بالوقوف أمام أيقونات التمثيل المصري مثل يسرا في مسلسل "نكدب لو قولنا مبنحبش"، والراحل نور الشريف في فيلم "ناجي العلي" وعادل إمام في فيلم "زهايمر"، وبالتالي عندما يكون هناك دور لرجل لبناني سيجدني الجميع في التلفزيون المصري".
تأثير الدراما العربية
خطوات ثابتة تخطوها الدراما العربية بنجاح في السنوات الأخيرة من خلال اختيار جيد للموضوعات، لكن كان لرفيق علي أحمد وجهة نظر أخرى، إذ تساءل: "هل تعبر الدراما العربية عن واقع وحال المجتمع العربي، وهل يرى المشاهد العربي نفسه في المسلسلات التلفزيونية؟، وهناك واقع ثقافي ناتج عن الواقع السياسي الذي يعيشه العالم العربي، إذ إن هناك مسرحيات وأعمالًا سينمائية في العالم العربي، لكن لا توجد حالة سينمائية أو فيلم مهم وقوي يُعبر عن قضية مؤثرة يلتف حولها الجمهور، بينما في الغرب يقدمون أعمالًا سينمائية تحمل قضية مؤثرة، لنجدهم في هوليوود كل خمس سنوات يقدمون أعمالًا مهمة يسلطون من خلالها الضوء على حالة سينمائية معينة، لتوجيه الرأي العام نحوها".
2024
يستعد اللبناني رفيق علي أحمد لتقديم تجربة تلفزيونية جديدة، من خلال الجزء الثاني لمسلسل "2020"، ومن المقرر أن يحمل اسم "2024" ، تأليف بلال شحادات، إخراج فيليب أسمر، بطولة نادين نسيب نجيم، محمد الأحمد، وكارمن لبس، وحول هذا العمل يقول: "نادين نجيم ممثلة محترفة تقدم عملها على أكمل وجه، وبعد مسلسل "خمسة ونص" حدثت بيننا كيمياء، إذ كانت تجسد دور الطبيبة الخاصة بي، وفي هذا المسلسل سأظهر في الحلقات الأخيرة من الموسم ويحدث بيننا صراع لن أُفصح عنه في الوقت الحالي".