بعد ساعات فقط من تعيينها، لاحقت شبهات الفساد وزيرة الصحة الفرنسية أنييس فيرمان لو بودو، إذ كشف تحقيق لموقع "ميديا بارت" الفرنسي أنها استلمت هدايا بقيمة 20 ألف يورو من مختبر "أورجو" دون الإفصاح عن ذلك، مشيرًا إلى أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقًا رسميًا في حق الوزيرة في شهر يونيو الماضي، ومن المقرر عقد جلسة استماع في يناير 2024.
وكشفت التحقيقات أن فيرمان لو بودو استلمت هدايا ومنتجات فاخرة في 21 مناسبة، من عام 2015 إلى عام 2020 بقيمة 20 ألف يورو من مختبر "أورجو" عندما كانت صيدلانية، دون أن تفصح عنها، وذلك للترويج لمنتجات تلك المختبرات.
ووفقًا موقع "بوليتيكو" الأمريكي، تلقت وزيرة الصحة الفرنسية 21 شحنة من المنتجات الفاخرة التي تضمنت الساعات وزجاجات الشمبانيا والهواتف الذكية والتلفزيون على مدار السنوات المذكورة من مختبر أورجو، ويتوقف جوهر القضية على قوانين مكافحة الهدايا في فرنسا، والتي تفرض قواعد الشفافية على كل من الشركات التي تقدم الهدايا والمهنيين الذين يتلقونها.
وعُيّنت وزيرة الصحة الفرنسية الجديدة المؤقتة، خلفًا للوزير السابق أوريليان روسو، بعد استقالته من منصبه، إذ أكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن "روسو" قدم استقالته، وتم استبداله مؤقتًا بالوزيرة المنتدبة الحالية المكلفة بالمهن الصحية فيرمان لو بودو.
واستقال روسو احتجاجًا على قانون الهجرة الجديد، الذي يهدف إلى تسريع إجراءات اللجوء وتقصير فترات الاستئناف، وتشديد شروط التأشيرات الطبية، والذي وصفته الوكالة أنه ينطوي على عواقب سياسية خطيرة.
وذكر المدعي العام الفرنسي في مدينة لوهافر، برونو ديودوني، أنه "تم فتح تحقيق على أساس تصور غير مصرح به من قبل أخصائي صحي للمزايا التي يقدمها شخص ينتج أو يسوق منتجات صحية". مؤكدًا أن "سرية التحقيق تمنعه من التواصل بشكل أكبر، خاصة فيما يتعلق بهوية الصيادلة المستهدفين بهذا التحقيق".
وقالت فيرمان لو بودو، أمس الجمعة، أنه "في إطار دورها كصيدلانية، يجرى التحقيق بشأن ذلك". وصرح المتحدث باسمها للموقع الفرنسي "ميديا بارت" إنها "لن ترد على هذه الاتهامات إلا على السلطات المختصة، خلال جلسة الاستماع في يناير المقبل".
ويعد التحقيق جزءًا من تحقيق أوسع نطاقًا في الممارسات التجارية غير القانونية التي تقوم بها مختبرات "أورجو"، والتي يقال إنها قدمت هدايا تزيد قيمتها عن 55 مليون يورو للصيادلة في جميع أنحاء البلاد بين عامي 2015 و2021، وفقًا لتقرير صدر عن الموقع الفرنسي. كذلك تم إدانة المختبر في يناير من العام الجاري بتهمة انتهاك قانون مكافحة الهدايا.