طالت فضائح الفساد في أوكرانيا العديد من مسؤولين داخل الجيش ووزارة الدفاع في الأشهر الأخيرة، وذلك في الوقت الذي تقترب البلاد من إتمام عامها الثاني في الحرب ضد روسيا، كما تتزامن مع مناشدات الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الولايات المتحدة، لتلقي المزيد من الدعم.
اختلاس أموال التسليح
أوقفت السلطات الأوكرانية مسؤول كبير في وزارة الدفاع بتهمة اختلاس نحو 36 مليون يورو كانت مخصصة لشراء قذائف مدفعية.
وبحسب النيابة العامة، اتُهم المسؤول الكبير الذي لم تكشف هُويته "بوضع نظام لاختلاس أموال الميزانية أثناء منح عقود عامة" بقيمة 1.5 مليار هريفنا (العملة الأوكرانية)، مشيرة إلى "وضع مدير إحدى المصالح الرئيسية لوزارة الدفاع رهن الاحتجاز"، بعدما كشفت عمليات التفتيش التي أجرتها الأجهزة الأمنية لمنزل المتهم وثائق تؤكد أنشطة غير قانونية، وفقًا لوكالة "رويترز".
قضايا فساد مستمرة
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت السلطات الأوكرانية، إقالة مسؤول كبير مكلف بالأمن السيبراني، للاشتباه في اختلاسه أكثر من 1.5 مليون يورو أثناء شراء برمجيات بأسعار مبالغ فيها.
وقال مكتب المدعي العام المتخصص في قضايا الفساد ومكتب التحقيقات الوطني، أنه يشتبه في أن يكون يوري تشيجول اختلس أكثر من 1.5 مليون يورو في عامي 2021 و2022 عند شراء برامج من شركة أجنبية بأسعار مبالغ فيها.
وفي الشهر ذاته، أعلنت النيابة العامة الأوكرانية، فُتح تحقيق يستهدف نائبًا سابقًا لوزير الدفاع وأحد مساعديه، للاشتباه بالتورط في " طلب لوازم وقاية فردية ناقصة الجودة من الخارج"، وبأنهما سددا ثمن هذه الصفقة "بدون احترام شروط التحقق من الجودة".
قلق أمريكي
وفي أكتوبر الماضي، عكست وثيقة استراتيجية أمريكية سريّة حصلت عليها صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، شعور مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن بقلق أكبر بكثير بشأن الفساد في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الفساد قد يدفع الحلفاء الغربيين إلى التخلي عنها في حربها مع روسيا، وأن كييف لا تستطيع تأجيل جهود مكافحة المخالفات.
وحذرت الوثيقة من أن الفساد في المستويات العالية يمكن أن يقوّض ثقة الشعب الأوكراني والقادة الأجانب بحكومة كييف، في زمن الحرب، مشيرة إلى أن الكسب غير المشروع في أوكرانيا يشكل مصدر قلق للمسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم بايدن.
وفي أغسطس، أقال "زيلينسكي"، جميع المسؤولين الإقليميين المسؤولين عن التجنيد العسكري، من أجل اجتثاث ممارسات فساد تسمح للمجندين بالتهرب من الخدمة العسكرية.
وفي عام 2015، وصفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أوكرانيا بكونها الدولة الأكثر فسادًا في أوروبا.