تعهد وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو بأن بلاده ستعرقل محادثات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي في حال اعتقدت المجر بأن هذه المحادثات تضر بمصالحها الوطنية.
جاء تصريح سيجارتو ردًا على قرار الاتحاد الأوروبي أخيرًا بالموافقة على بدء محادثات رسمية مع أوكرانيا بشأن انضمامها إلى الاتحاد.
كان قد وافق في وقت سابق المجلس الأوروبي على فتح مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا ومولدوفا، بعد امتناع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوروبان، الذي يعارض عضوية أوكرانيا، عن التصويت على القرار. وأشاد رئيس المجلس، تشارلز ميشيل، بالقرار باعتباره "إشارة سياسية قوية للغاية"، لكن "أوروبان" وغيره من المتشككين مثل رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، زعما أن هذه الخطوة ليست لها أهمية عملية تُذكر.
في مقابلة مع مجلة "ماندينر" الإخبارية، هدد وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو بأن بلاده ستستخدم حق النقض "الفيتو" لإيقاف محادثات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي إذا اعتقدت أنها تسير في اتجاه يضر بالمصالح الوطنية للمجر.
كانت المجر اتهمت في وقت سابق أوكرانيا بالفساد المستشري، وحذرت من أن انضمامها قد يجر الاتحاد بأكمله إلى صراع مع روسيا.
وفي المقابلة، أكد سيجارتو أن بلاده "لا تتحمل أي مسؤولية" عن بدء هذه المحادثات، مشيرًا إلى أن المجر "تعفي نفسها" من جميع العواقب المترتبة عليها.
كما أشار إلى أن بودابست يمكن أن تعرقل محادثات الانضمام في المستقبل، قائلًا: "إذا أرادت بروكسل فرض أشياء خلال التحضير للمفاوضات الحقيقية.. قد تكون ضارة بنا، فسنضطر حينها لاستخدام حق النقض".
ونفى سيجارتو ادعاءات بأن بلاده وافقت على عدم استخدام الفيتو مقابل قرار الاتحاد الأوروبي بتجميد 10 مليارات يورو من أموال التماسك للمجر، مشيرًا إلى التقدم الذي أحرزته بودابست في مجال الإصلاحات القضائية.
وتطابقت تصريحات سيجارتو مع تصريحات سابقة لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي وصف قرار الاتحاد الأوروبي ببدء المحادثات بأنه "خالٍ تمامًا من المعنى وغير عقلاني وخاطئ" في ظل الظروف الحالية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن أوربان وصف أوكرانيا في وقت سابق بأنها "واحدة من أكثر الدول فسادًا في العالم"، مشككًا في تقييم الاتحاد الأوروبي بشأن التقدم الكبير الذي أحرزته أوكرانيا على طريق انضمامها للاتحاد.
وبعيدًا عن المواجهة التي تلوح في الأفق، فإن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يخشون سرًا من أن انتشار الفساد في أوكرانيا، قد يعرقل محاولة كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" في سبتمبر الماضي.