"بنيامين نتنياهو دُمِّرَ بسبب إخفاقه الهائل في الأمن القومي".. هذا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، خلال مقابلة مع مجلة بوليتيكو الأمريكية، موضحًا أن نتنياهو الآن يخطئ الحسابات من خلال التحضير لتولي السيطرة الشاملة على الأمن في غزة لـ"فترة غير محددة" بعد "القضاء على المقاومة الفلسطينية"، على حد قوله.
وأشار أولمرت إلى أن نتنياهو في حالة "انهيار عصبي"، في ظل سعيه لتجنُّب الإطاحة به من منصبه، بعد فشله في حماية الأمن القومي، خلال عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي.
وقال رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إن هذا يعني أن إسرائيل تبتعد حاليًا عن المسار الاستراتيجي الصحيح، وإن التفاوض على نهج نهائي مع المجتمع الدولي يمثل أولوية، بدلًا من العودة إلى المحادثات بشأن إنشاء دولة فلسطينية وإعادة الزمن للخلف والإشراف العسكري الكامل على غزة.
تابع: "لقد حدث شيء فظيع لنتنياهو"، وأشار إلى أن "بيبي (لقب نتنياهو) كرّس نفسه طوال حياته كباحث أمني". لكن هذا هراء.
وأضاف: "كل لحظة يقضيها رئيسًا للوزراء تشكل تهديدًا لإسرائيل، وأنا أقول ذلك من أعماق قلبي، وأنا واثق من أن الشعب الأمريكي يفهم أنه ليس في حالة جيدة"، وحذر أيضًا من أن خطة نتنياهو الاستراتيجية للحفاظ على السيطرة على غزة بعد الحرب تبدو كالعودة للخلف إلى عام 2005، حين كانت إسرائيل تمارس السيطرة العسكرية على القطاع الساحلي.
وشدد على أن الرقابة الأمنية في قطاع غزة ليست في مصلحة إسرائيل، قائًلا:"من مصلحتنا أن ندافع عن أنفسنا بطريقة مختلفة عمّا كنا نفعل قبل هجوم 7 أكتوبر، لكن أن نسيطر على غزة مجددًا.. لا".
كما حذر من أن صبر حلفاء إسرائيل الغربيين بدأ ينفد مع فشل نتنياهو ووزرائه في وضع خطة واضحة لحكم قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وشدد "يمكننا أن نفعل الكثير، لكن لا يمكننا أن نفعل كل ما نريده".
اشتكى أولمرت من الافتقار إلى التفكير الجاد لدى حكومة إسرائيل في زمن الحرب.
وأشار استطلاع أجرته بوليتيكو أن 44% من الإسرائيليين قالوا إنَّ نتنياهو مسؤول عما حدث في 7 أكتوبر، فيما اعتبر 18% فقط أنَّه لا يتعين أن يترك منصبه، في حين يرغب 76% منهم في أن يغادر المنصب عاجلًا.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، وهي صحيفة مؤيدة تقليديًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أن "نتنياهو يجب أن يستقيل".
وتكرر دعوة أولمرت لإسرائيل بعدم إعادة احتلال قطاع غزة تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن، مفادها بأن إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة سيكون "خطأ".
وفي هذا الصدد، قالت المجلة الأمريكية إن "خطط نتنياهو لا تتضمن استعادة الاحتلال بشكل كامل، ولكن يعتقد أنها تتطلب سيطرة كبيرة على قطاع غزة ووجودًا دائمًا للقوات الإسرائيلية هناك".
وقال أولمرت إن المشكلة الآن هي أن نتنياهو يعيش "حالة من الانهيار العصبي"، وهذه ليست مبالغة. وأضاف: "إنه يتعرض لضغوط شديدة من جميع الأطراف، ويبدو أن هدفه الرئيسي هو تجنب عزله من منصبه في اليوم الذي تنتهي فيه الحرب، وربما قبل ذلك".