أثار فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في إقرار حزمة من المساعدات الجديدة لأوكرانيا، خوفًا لدى كييف والقوى الغربية، التي تدرك جيدًا أن وقف المساعدات يعني فوز روسيا بالحرب.
وفي أول تحرك دولي، توجه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى واشنطن لمحاولة إقناع صناع القرار الأمريكيين بضرورة إرسال الأموال إلى أوكرانيا، للتأكد من أن روسيا ستخسر الحرب، على حد قوله.
ورغم تعهد زعماء مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس الماضي، بمواصلة محاولاتهم للتوصل لاتفاق بشأن المساعدات العسكرية لكييف، سادت حالة من عدم اليقين، إثر تصويت الجمهوريين بالإجماع على عرقلة مشروع قانون الإنفاق الطارئ الذي يهدف لتوفير 60 مليار دولار لأوكرانيا، كوسيلة ضغط لإقرار حزمة من الإجراءات تخص ملف الهجرة عبر الحدود الأمريكية مع المكسيك.
تحذير من توقف المساعدات
وفي الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أن انتصار بوتين في حربه في أوكرانيا، يعني أن جيشه لن يتوقف عند حدود هذا البلد، وأنه يمكن أن يذهب لمواجهة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، توجه "كاميرون" إلى واشنطن لمحاولة إقناع الكونجرس المنقسم بالموافقة على حزمة المساعدات.
وفي أول زيارة له منذ تعيينه وزيرًا للخارجية في نوفمبر، قال إنه يجب التأكد من تقديم الأسلحة والدعم الاقتصادي والمعنوي والدبلوماسي لأوكرانيا.
وشدد على ضرورة إرسال هذه الأموال إلى أوكرانيا، للتأكد من أن بوتين هو من سيخسر، لأنه إذا لم يتم التصويت على هذا التمويل، فلن يبتسم إلا شخصان: "فلاديمير بوتين في روسيا وشي جين بينج في بكين".
حرب كبيرة في أوروبا
أما المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، سابرينا سينج، فشددت على ضرورة مصادقة الكونجرس على مشروع القانون، لتفادي حرب كبيرة في أوروبا.
وأكدت "سينج"، مواصلة دعم إسرائيل بالمساعدات العسكرية لتنفيذ عملياتها ضد حماس، لافتة إلى أن أمريكا منحت إسرائيل ذخيرة دقيقة وقدرات صاروخية دفاعية جوية.
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الدفاع، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لديه إمكانات لتوفير الدعم العسكري لإسرائيل خارج إطار مشروعات القوانين المقترحة.
ورفض مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع القانون، بـ51 صوتًا في حين وافق عليه 49 آخرون، وبالتالي لم يحصل على تأييد 60 صوتًا اللازمة لتمريره، والبدء في مناقشات حوله مما يهدد مساعي بايدن لتقديم تلك المساعدات قبل نهاية العام، وهي بقيمة 110.5 مليار دولار.
وينص مشروع القانون الذي تم رفضه، على تقديم 50 مليار دولار من المساعدات الأمنية الجديدة لأوكرانيا، بالإضافة إلى أموال للمساعدات الإنسانية والاقتصادية لحكومة كييف، و14 مليار دولار لإسرائيل.
الرئيس الأوكراني يحذر
وجدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحذيره للدول الغربية وواشنطن من انهيار جبهات القتال في بلاده أمام القوات الروسية.
وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر افتراضي لقادة مجموعة السبع، الأربعاء الماضي، إن بوتين يعول على انهيار الدعم الغربي لأوكرانيا، وإن الجيش الروسي يزيد الضغط بشكل كبير على الجبهة.
تباطؤ الوعود الغربية
ولا تواجه أوكرانيا أزمة فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية فقط، بل تباطأت وتيرة الوعود الغربية بمنح أوكرانيا مساعدات جديد بشكل ملحوظ على خلفية الخلافات السياسية في أوروبا، لتبلغ أدنى مستوى لها منذ بدء العملية العسكرية الروسية، بحسب ما أفاد معهد "كييل" الألماني للبحوث، الخميس.
وقال المعهد الألماني، الذي يُحصي المساعدات التي تم التعهد بها لصالح أوكرانيا، إن التعهدات بالمساعدات لكييف بلغت أدنى مستوياتها بين أغسطس وأكتوبر 2023، بانخفاض قدره 90% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب البيانات التي نشرها المعهد الألماني، تبلغ الالتزامات الجديدة التي تم التعهد بها بين مطلع أغسطس ونهاية أكتوبر 2.11 مليار يورو، بتراجع نسبته 87% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قدم حلفاء كييف وعودًا بمنح يبلغ إجمالييها نحو 255 مليار يورو، وتشمل هذه الالتزامات 141 مليار يورو من المساعدات المالية ونحو 16 مليار يورو من المساعدات الإنسانية و98 مليار يورو من المساعدات العسكرية.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، التزمت 20 دولة فقط (من أصل 42 دولة مانحة يتابعها المعهد) بحزم مساعدات جديدة، وأصبحت الالتزامات الجديدة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "محدودة".