بدأت الفنانة العراقية نوفا عماد رحلتها الغنائية في عمر صغير، لانتمائها لأسرة فنية أثرت في مشوارها الغنائي، فهي ابنة الفنانة العراقية سيتا هاكوبيان، والمخرج عماد بهجت، وقدّمت "نوفا" عددًا من الأعمال الناجحة، ولكن حينما سمعت موسيقى أغنية "نص حالة" التي قدّمها الموسيقار المصري هشام نزيه للمطربة السورية أصالة، حلمت بالتعاون معه، وقررت أن تسلك الدروب لتتواصل معه، ويتحقق الحلم ويجمعهما كليب "خايف عليه".
"نوفا" في حوارها مع "القاهرة الإخبارية"، كشفت كواليس التعاون مع الموسيقار هشام نزيه، وحرصها على إضافة الحضارة العراقية في كليب أغنيتها، وتأثير أسرتها في مسيرتها الفنية، وسر رفضها طرح ألبومات غنائية والاكتفاء بالأغاني السينجل.
إضافة كبيرة
تؤكد نوفا أن التعاون مع الموسيقار المصري هشام نزيه إضافة كبيرة لأي فنان، إذ يتيح المجال للمغني الذي يعمل معه عدم التقيد بطريقة أداء معينة، مشيرة إلى أنها تعاونت معه في عام 2014 من خلال المسلسل المصري "السبع وصايا"، حيث قدمت معه أغنيات من التراث الأرمني والعراقي ممزوجة بالغناء الصوفي.
الحضارة العراقية
وتشير إلى أن أغنية "خايف عليه" التي تتعاون فيها مجددًا مع الموسيقار هشام نزيه، تُعد واحدة من أهم الأغاني التي قدّمتها على المستوى الشخصي، حيث تقول: "هذه الأغنية هي إحدى أغنيتين، أهداها لي الملحن العراقي الكبير المرحوم طارق الشبلي قبل وفاته، لذا أردت أن أقدم هذه الأغنية بشكل مختلف لا يشبه أي أغنية أخرى، ورغم أن الأغنية صدرت عام 2017 في ألبومي الغنائي الأول الذي كان يحمل العنوان نفسه، لكن بسبب مشكلات مع الشركة الموزعة، لم يسمعها إلا عدد قليل من الناس، لذا انتظرت الوقت المناسب لأقدمها كفيديو".
حرصت نوفا على أن تستدعي حضارتها العراقية في الكليب الخاص بالأغنية، حيث تقول: "الكليب فكرة شقيقتي، وكُنّا سنصوره منذ فترة، ولكن بسبب ظروف إنتاجية لم نستطع تقديمه، وبعد فترة قررنا تقديمه بشكل يستعرض من خلاله الحضارتين السومرية والبابلية، ومن ثم بغداد في العشرينيات مرورًا بالوقت الحالي، وبذل مصمم الجرافيك جهدًا كبيرًا لأن يضع الرموز المهمة في العمل، مثل الثور المجنح، النخلة السومرية، البيت البغدادي القديم، ساعة القشلة، وساعة بغداد، حيث استغرق تنفيذ الكليب ثلاثة أشهر".
مواكبة التطور الموسيقي
تؤكد نوفا أنها تحاول مواكبة التطور الكبير للموسيقى من خلال الاستماع اليومي لكل ما ينتج من أعمال موسيقية سواء كان في العالم العربي أو الغربي، ومحاولة سماع كل الأنماط الغنائية، لكن رغم استماعها لهذه الألوان الموسيقية المختلفة، فإنها ترى أن التأثير الأكبر كان لأسرتها، فهي ابنة الفنانة العراقية سيتا هاكوبيان، والمخرج العراقي عماد بهجت".
وتحكي عن تأثير والديها في حياتها قائلة: "أثرا في عشقي للفنون بكل أنواعها، فالموسيقى لم تكن تتوقف في البيت، ووالدتي كانت تمتلك مكتبة موسيقية كبيرة، وحين تقوم بالتمارين الصوتية كنت أقف بجوارها لأقلدها في طريقة الغناء، كما أنها حرصت على أن تكون لنا مكتبة سينمائية تضم أفلامًا لكل فترة من أعمارنا، ومكتبة تضم كتبًا وروايات عالمية وشعرية، وكنا حين نقرأ أي كتاب أو تشاهد أي فيلم نتناقش معهم حول ما قرأناه، لذا أعتقد أن المخزون لكل ما عشته في طفولتي، أثر بشكل كبير في اختياراتي الفنية".
لا تزال نوفا تبحث عن الجديد فيما تقدمه من أعمال، حيث كان تركيزها في السابق ينصب على تقديم أغانٍ أقرب للمستمع المغترب الذي اعتاد على الاستماع للموسيقى الأجنبية، حيث تقول: "قدمتُ أغاني عربية تجمع بين الحداثة والموسيقى الشرقية، لكن في الفترة الأخيرة أنتقي أغاني أقرب للمستمع العربي خاصة العراقي، إذ لاحظت أن المستمع العربي صار أكثر تقبلًا للتنوع الموسيقي الموجود الآن".
لا للألبومات
ترفض الفنانة العراقية نوفا فكرة الاعتماد على طرح ألبوم، إذ تُفضل طرح أغانٍ منفردة كل فترة، وعن ذلك تقول: "أنا مبتعدة عن فكرة الألبوم، لكوني فنانة مستقلة، حيث إن إنتاج أغانٍ لألبوم يأخذ وقتًا وجهدًا كبيرين جدًا، إضافة إلى تكاليف الإنتاج الباهظة، ومن تجربتي السابقة، إنتاج ألبومي السابق استغرق مني 8 سنوات، لذا فمن الصعب أن أكرر التجربة في الوقت الحالي".
وتشير إلى أنها تحضر حاليًا لأغنية جديدة بعنوان "بلوة" كلمات الشاعر عاقل الربيعي، ألحان ليث الحربي وتوزيع مصطفى جوني، وأخرى بعنوان "وحدي" كلمات حيدر الساعدي، وألحان وتوزيع باقر نجاح.