يشهد الفيلم الفلسطيني القصير "مار ماما" للمخرج مجدي العمري العرض العالمي الأول ضمن فعاليات النسخة الـ11 من مهرجان إندي كورك السينمائي في إيرلندا، وتدور أحداث الفيلم حول طفلة يطاردها شبح الموت بسبب فقدانها لأمها، والهجمات المتتالية على مدينتها، ويحاول والدها تشتيتها عبر حيل مختلفة إلى أن يفرض الواقع نفسه عليهما فلا تجد إلا الخيال مهربًا.
يؤكد مخرج "مار ماما" لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فكرة الفيلم استلهمت من تجربة شخصية؛ إذ يقول: "كنت أعيش مع ابنتي بمفردنا في مدينة مونتريال أتابع أخبار فلسطين بشكل دائم، وعادة ما كانت ابنتي تسألني عن أشياء أجد صعوبة في الإجابة عليها وبعدها فكرت كيف يستطيع الأهل أن يشرحوا مفهوم الحرب للأطفال وكيف يتقبلون عدم استطاعتهم أن يقدموا الأمان لأولادهم وفي النهاية توصلت لفكرة هذا الفيلم".
ويضيف: "بعد الانتهاء من السيناريو الخاص بفيلم "مار ماما"، كان من الصعب إيجاد ممول، ومن خلال مسابقة لصندوق الدعم الثقافي التابعة لوزارة الثقافة الفلسطينية استطعت من خلالها تأمين تكلفة التصوير فقط، وبعدها قمت بمونتاج الفيلم وتوقفت تماما لكي أحاول الحصول على تمويل لإنجاز مرحلة ما بعد التصوير إلى أن تلقيت أخيرا دعم من مؤسسة آفاق التي سمحت لي بالانتهاء من الفيلم".
صعوبة التعامل مع الأطفال
لم يكن التمويل هو التحدي الأكبر بالنسبة للمخرج الفلسطيني الكندي مجدي العمري لخروج فيلمه إلى النور إذ واجه تحديات أخرى أثناء التصوير، وحول ذلك يقول: "كنت دائما في تحدٍ مع الظروف المادية، فالتمويل لا يعطي القيمة المرجوة للعاملين في الفيلم، ولكن تقبلهم للمشاركة بحد أدنى سهّل عليّ الأمر، ولكن التحدي الأكبر تمثل في التعامل مع الطفلة لانا أبو سرور التي تبلغ من العمر 6 سنوات وأنا ليس لدي خبرة مع الممثلين الأطفال، ولكن بعد حيل ومغامرات استطعنا أن ننجز العمل وكانت رائعة وقدمت الدور بشكل جيد للغاية بمساعدة الممثل زياد بكري الذي كان يحاول وأثناء تركيزه في دوره أن ينقذنا من نسيانها لحركات أو جمل حوارية".
رفض المشاركة في المهرجانات السينمائية
تعرّض فيلم "مار ماما" للرفض من المشاركة في المهرجانات السينمائية، وهو ما جعل مخرجه يشعر باليأس في توصيل رسالته إلى العالم، إذ يقول: "كنت متفهمًا أن كل دورة لها سياستها وأولوياتها سواء المرتبطة بتيمة الفيلم أو طوله أو مكان إنتاجه أو لأي أسباب أخرى، وسعدت للغاية عندما تم قبوله في مهرجان إندي كورك السينمائي لأن هذا المهرجان عزيز على قلبي لأسباب شخصية".
ويضيف: "أتمنى أن يراه أكبر عدد من الناس، ليس لأنه أصبح فيلمًا قائمًا بذاته ويستحق المشاهدة ليس لأني مخرجه، ولكن لأني أعتقد أن به روح منفصلة عني ومجهود فنانين وعاملين تسببوا في أن يصل إلى هذه النتيجة".
أهمية الفن تكمن في إيقاظ مشاعرنا
يرى الفلسطيني مجدي العمري أن للفن دورًا مهمًا في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وقضايا المجتمع بشكل عام، إذ يقول: "للفن دور كبير في إيقاظ مشاعرنا تجاه أي شيء، تلك المشاعر التي تتبلد أحيانا بفعل ماكينة الحياة".
وحول المشهد الفلسطيني حاليًا وما يحدث في غزة على يد الكيان الصهيوني، قال: "المشهد الفلسطيني ليس مشهدًا محليًا بل عالمي وجميع مشكلات البشرية السياسية والرأسمالية والطبقية والاستغلال والطمع والسيطرة موجودة بشكل مكثف للأسف في فلسطين، والشعب الفلسطيني بجميع طوائفه صامد ويحاول أن يعيش حياة يومية طبيعية مثل كل البشر، ويحاول، وبكل تأكيد سينجح ويتحرر من هذا الاحتلال".