الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يحاربون الاحتلال بالسينما.. المخرجون الفلسطينيون يرفضون الاستسلام ويواصلون إبداعاتهم

  • مشاركة :
post-title
رشيد مشهراوي

القاهرة الإخبارية - فنون وثقافة

كيف تأثر المخرجون الفلسطينيون بالأحداث الأخيرة في غزة؟.. وهل تزعزعت ثقتهم في أعمالهم الفنية، في ظل مطالبة أهل غزة بالغذاء والحماية لا بكاميرا تسجل معاناتهم؟.. بهذه الأسئلة بدأ المخرج الفلسطيني محمد المغني الندوة، التي جاءت ضمن قسم "نافذة على السينما الفلسطينية" في فعاليات النسخة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي بمصر، بحضور 5 من كبار مخرجي السينما الفلسطينية هم رشيد مشهراوي، ونجوى نجار، وفرح نابلسي، وأحمد المنيراوي، وخليل المزين.

وأضاف "المغني": "كنت أشك في عملي كمخرج وما استطيع أن أفعله، خصوصًا أن العالم بالفعل قد رأى، فما الذي بيدنا الآن أن نقدمه، وهو ما أصابني بالإحباط، وتحديدًا عندما وجدت من يتمنون الأكل والمشرب والحماية، لا كاميرا ترصد المجازر المرتكبة".

المنيراوي: علينا مواصلة المعركة

بدأ المخرج أحمد المنيراوي بعبارة من قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "من أنا لأقول لكم ما أقول لكم"، مضيفًا: كنت أؤمن أننا قادرون أن نحكي أو نقدم وجهة نظر عبر أعمالنا، لكن هذا الشيء تغير بعد الحرب، لأن الأمر أصبح أشبه بمعركة بقاء، فهي حرب إبادة على الفلسطينيين، واعتقد أن الاحتلال يحاول التشكيك فينا وفي قدرتنا ومقاومتنا.

وأضاف موجهًا حديثه للمخرج محمد المغني: أعمالك يا محمد ستعيش ونؤمن بك وأنك قادر على صناعة ما لا يمكن أن يصنعه أي مخرج آخر في العالم، خصوصًا أن الواقع الذي نعيشه الآن جنوني، لذا علينا أن نواصل هذه المعركة ومطلوب منا أن نتعامل ونبتسم، فأنا متفهم للمشاعر التي تحيط بنا، خصوصًا أنني من غزة وعائلتي كلها هناك، ولكن في رأيي أنه علينا أن نعمل.

أحمد المنيراوي
نجوى نجار: السينما صوت وسلاح

بينما أكدت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار أنها كثيرًا ما كان تسأل نفسها منذ 22 عامًا أسئلة مثل هذه، قبل أن تعود مجددًا لتقدم عملًا سينمائيًا، إذ قالت: "هناك الكثير من المخرجين فتحوا لنا الطريق، وباب الوصول للآخر من خلال عرض أعمال في مهرجان "كان" مثلما فعل رشيد مشهراوي، بينما وصل المخرج هاني أبو أسعد إلى هوليوود، ثم مها الحاج، وفرح نابلسي، وخلال سنين طويلة عملنا فيها، وحاولنا أن نقدم صورة بصعوبة، خصوصًا أننا نقاتل آلة عالمية كبيرة متحدة مع إسرائيل".

وأضافت: "مررت بأربعة حروب وهذه هي الخامسة، وفي كل مرة ندعو ألا تتكرر هذه الحرب، ثم ندرك أن الجمهور في انتظار الأفلام التى تحاول أن تحكي الرواية، وبالتالي فنحن جزء من حركة بها تضامن وتغيير صورة رغم أننا لا نشعر بها عالميًا، ورغم حزني على تدمير البلد ووقوع الضحايا، لكنني أعرف أننا لا بد أن نظل نقدم قصصًا، ورغم الإحساس العام بأنه ماذا سيقدم الفيلم، لكن السينما صوت وسلاح، وهذا السلاح علينا أن نظل نستخدمه".

نجوى نجار
المزين: أفلام على مستوى الحدث

يقول المخرج الفلسطيني خليل المزين: "ولدت في غزة وعشت اجتياحات كثيرة، لكن ما يحدث الآن لا يتحمله أحد، خصوصًا أنني فقدت أشخاصًا كثيرين كنت أعمل معهم، ليصبح السؤال هل السينما الفلسطينية قادرة على التعبير عما يحدث؟.. أو هل ما يحدث سيأخذ السينما الفلسطينية في منحى آخر؟".

وتساءل المزين أيضًا: "هل سيتحمل الجمهور تسطيح الحالة في السينما أو ألا تكون على مستوى الحدث، فهناك أفلام مرت مرور الكرام في سينما الثورة الفلسطينية، وأرى أن غياب النقد أدى إلى تسطيح القصة سينمائيًا، خصوصًا أن السينما وجِدت لخلق حالة تضامن وتسلّط الضوء على القضية ولتنقلها إلى العالم لخلق حالة تغيير، لا سيما أن الحدث في غزة كبير وجلل".

خليل المزين
مشهراوي: السينما تواجه الرواية المزيفة

يقول المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: "ليس لدي أدنى شك للتقليل من قيمة أي عمل سينمائي فلسطيني صُنع في السنوات الماضية، أو حتى الأفلام التي ستقدم بعد هذه الحرب، لإيماني بأنه لا توجد حرب أو احتلال للأبد، لكن هناك سينما، فالتليفزيون ينقل أخبارًا، بينما السينما تلعب في مكان آخر".

وأضاف: "نحن مجتمع فلسطيني صاحب تاريخ وحضارة، ودور السينما أن تبين أننا مجتمع متحضر، ولسنا إرهابيين، فالسينما ليست رد فعل لما يحدث، لكنها تجيب عن الرواية المزيفة التي يقدمها الاحتلال عنا".

وتابع قائلًا: "السينما الفلسطينية حققت وأنجزت لفلسطين الكثير من الأشياء، وأستشهد بما قاله لي الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس "إن من بلور الهوية الثقافية الفلسطينية هي السينما ومحمود درويش"، لذا أنا مع السينمائيين في أن يكملوا رواية قصصنا، فنحن نقدم سينما كي نقول إننا بشر ومجتمع، ولا بد أن نقف مع الشباب وأن نتبادل معهم الخبرات لأننا من خلال السينما نصنع جذورًا لن تستطيع إسرائيل أن تزيلها، قد يقتلون 20 ألفًا وأكثر، ورغم ذلك نقدم بالتوازي سينما تدحض الرواية المزيفة التي تمنحهم شرعية لاستكمال قتلنا".

وأكد مشهراوي: "بالعودة للسؤال حول ما غيرته الأحداث الأخيرة فيّ، فقد أصبح لدي نظرة مختلفة أوضح للعالم وحقوق الإنسان والمؤسسات العالمية، وهو ما سيؤخذ في الاعتبار عندما أقدم تجربة سينمائية".

المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي
فرح نابلسي: الأفضل للتواصل الإنساني

فيما أكدت المخرجة الفلسطينية فرح نابلسي أن السينما هي نوع من المقاومة وتوثيق للتمييز العنصري، فلدي العديد من الأسئلة في السبعين يومًا الأخيرة، فالقانون الدولي انتقائي ولا يطبق على الجميع.

وأضافت: "اتساءل ما الهدف من كل شيء وليس السينما، فما يحدث غير مسبوق ويفوق كل تصوراتنا، ولا يمكن لأي فيلم التعبير عنه، لكن يكفي أن كثيرًا من الشباب في العالم خرجوا في مظاهرات في العالم الغربي، وهذا دليل على وعيهم بالقضية، وهذا ما تفعله السينما".

وتابعت: "السينما هي الطريقة الأفضل للتواصل الإنساني في العالم، لأن الأقلام تعبر الحدود، وتلعب دورًا مهمًا وستظل كذلك، فالسينما هي طريقة المقاومة التي أعرفها، ونحن كبشر نعبّر عن بعضنا البعض وإذا توققنا سننتهي كبشر".

المخرجة الفلسطينية فرح نابلسي