الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفرنسي رولاند نوير: دعم الكيان الصهيوني بجرائمه الشنيعة إنكار مطلق للإنسانية

  • مشاركة :
post-title
المخرج الفرنسي رولاند نوير

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

سلطت الضوء في "يلا غزة" على إنسانية أهالي فلسطين
أهدي جائزتي في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان إلى شهداء غزة
ما يحدث في فلسطين على يد الكيان الصهيوني جريمة حرب
الموقف المخزي للدول الأوروبية الداعمة للكيان الصهيوني صدمني

لم تكن القضية الفلسطينية محل اهتمام المخرجين والسينمائيين العرب فقط بل شغلت حيزًا واهتمامًا كبيرين من جانب الغرب، الذين رفضوا الوضع في غزة وسيطرة الكيان الصهيوني وطغيانه على الشعب الفلسطيني، الذي يحلم بحريته والعيش بكرامة على أرضه، كان على رأس هؤلاء المخرجين الفرنسي رولاند نوير، الذي قدم فيلم "يلا غزة"، مُستعرضًا فيه شهادات لفلسطينيين يعيشون في قطاع غزة ويتحدثون فيها عن إنسانيتهم التي سلبها منهم الاحتلال. 

وأكد الفرنسي رولاند نوير، خلال حواره لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن السبب وراء حماسه لتقديم فيلم عن أهالي غزة وما يحدث في فلسطين يرجع إلى اهتمامه الكبير منذ أكثر من 30 عامًا بشأن الوضع في فلسطين وإسرائيل وشغفه بالجغرافيا السياسية، خصوصًا في هذه المنطقة من العالم، إذ يقول: "لقد صنعت الفيلم الأول عن فلسطين بعنوان "العربة وشجرة الزيتون"، وصدر عام 2019، بعد رحلتين إلى الأراضي المحتلة عامي 2014 و2017 بالكاميرا الخاصة بي".

المخرج الفرنسي رولاند نوير

وأضاف "في نهاية فيلم "العربة وشجرة الزيتون" تحدثت عن غزة، لكن ليس بالشكل الكافي، لذا خطرت ببالي فكرة تاريخ منطقة غزة، من خلال الاستماع إلى سكانها والحديث عن حياتهم اليومية وحصارهم من قبل المحتل الإسرائيلي، واستعنت بأناس شاهدة على صمود هذا الشعب، منهم محامون، إسرائيليون مناهضون للصهيونية، وصحفيون متخصصون في هذا الشأن، من أجل تسليط الضوء على الوضع الذي يعيشون فيه، فهم شعب طبيعي لكنه يعيش في بيئة غير طبيعية".

وتابع: "كان هدفي من هذا الفيلم تسليط الضوء على إنسانية أهالي غزة وأيضًا لإزالة الغموض عن الأحكام المسبقة فغالبًا ما تكون وسائل الإعلام الرئيسية في فرنسا سلبية، وأنا أتحدث عن فرنسا لأنني مواطن فرنسي، وخلال كتابتي تخيلت مشهد الخيط المشترك الذي يتكون من الفتيات والفتيان يرقصون الدبكة الشعبية على الأنقاض، فأردت إيجاد رمز قوي للمقاومة من خلال الثقافة ومشهد آخر كان مهمًا بالنسبة لي، هو الرجل العجوز الفلسطيني، الذي يحكي لأحفاده عن النكبة ويأمل بذلك من خلال مفتاح العودة ذات يوم إلى قريته بفلسطين".

بوستر فيلم "يلا غزة"
لم أواجه صعوبات لخروج العمل إلى النور

رغم أن المخرج الفرنسي رولاند نوير استغرق وقتًا طويلًا في التحضير لفيلم "يلا غزة"، إلا أنه لم يواجه أي تحديات أو عقبات خلال رحلة تصوير العمل، قائلًا: "استغرق العمل البحثي وكتابة الإطار السردي نحو 6 أشهر، ثم التعيينات وإدارة الجداول الزمنية لتنظيم التصوير استغرقت نحو 6 أشهر أيضًا، ومن ثم تم التصوير الفعلي لغزة من قبل فريقي بقيادة صديقي المخرج إياد الأسطل، وهو من سكان خان يونس، ومن جهتي مع فريقي الفرنسي تم التصوير في أوروبا "باريس، لندن، بروكسل، وليون".

 وأضاف: "لم أواجه أي تحديات أو صعوبات على الإطلاق في إجراء المقابلات سواء في غزة أو أوروبا، كان مجرد طلب إذن من السلطات المحلية في غزة لنا وبعدها تم السماح لي بالتصوير".

شرف عظيم للحصول على جائزة الجمهور

فاز فيلم "يلا غزة" بجائزة الجمهور، خلال فعاليات النسخة 14 من مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان" بالأردن، وحوّل ذلك يقول المخرج الفرنسي: "إنه لشرف عظيم أن أحصل على هذه الجائزة وهذا يعني أن الفيلم حقق نجاحًا كبيرًا عند الجمهور العربي وهذا جعلني أشعر بسعادة غامرة، وأهدي هذه الجائزة لشهداء غزة ولشعبها الشجاع الذي أكن له كل التقدير والإعجاب".

لقطة من فيلم "يلا غزة"
جرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني

يرى المخرج الفرنسي أن ما يحدث في فلسطين من قبل الكيان الصهيوني ما هو إلا جرائم تُرتكب في حق هذا الشعب الأعزل الذي لا يطلب إلا حريته والعيش مثل كل شعوب العالم واستعادة حقوقهم المهدرة، إذ يقول: "لقد صدمني الموقف المخزي لبلدي فرنسا ولأوروبا التي تدعم السياسة الإسرائيلية، فمن وجهة نظري هؤلاء القادة أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين ومتواطئون بهذه الجرائم التي تُرتكب في حق الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "عندما أرى الضحايا الذين وقعوا من الشعب الفلسطيني سواء النساء أو الأطفال أشعر بالخجل من بلدي فرنسا ومن أوروبا لقدرتهم على إجبار إسرائيل بوقف القصف الوحشي على غزة، فأي دعم لهذا الكيان الصهيوني بجرائمه الشنيعة هو إنكار مطلق للإنسانية، فالغرب وقيمه فقدت كل مصداقيتها في أعين العالم".

مشهد من الدمار في غزة
الحياد مع الظلم تأييد له

وأكد الفرنسي رولاند نوير أن للفن دورًا كبيرًا في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية، إذ يقول: "لقد فهم الفلسطينيون أهمية الفن جيدًا فعلى مدار 75 عامًا من خلال الأدب، الشعر، الموسيقى والرقص، كل هذا يسمح لهم بالاستمرار في الوجود في أعين العالم، لكن لا يسمح لهم باستعادة حقوقهم الأساسية، ومن الضروري أن يستيقظ العالم ويوقف هذا الجنون القاتل الذي ترتكبه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني فهي عملية تطهير عرقي بدأتها النكبة 1948".

وأختم حديثي بكلمات ديزموند توتو، رئيس أساقفة جنوب إفريقيا: "البقاء على الحياد في مواجهة حالة من الظلم بمثابة الوقوف إلى جانب الظالم"، ولن أكون في الجانب السيئ أبدًا.