أطلقت كوريا الشمالية، صاروخًا باليستيًا ثانيًا في أقل من 12 ساعة، وهو ما أثار استياء الولايات المتحدة، واليابان وجارتها الجنوبية.
وكشفت كوريا الجنوبية واليابان، أن بيونج يانج، أطلقت على ما يبدو أنه صاروخ باليستي بعيد المدى، إذ أوضحت هيئة الأركان المُشتركة في كوريا الجنوبية، أن الصاروخ، أطلق من منطقة قريبة من العاصمة الكورية الشمالية، باتجاه قبالة الساحل الشرقي، وأنه قطع مسافة ألف كيلو متر.
وأوضح مصدر مسؤول بالحكومة اليابانية، أن الصاروخ الذي أطلقته بيونج يانج، هو صاروخ عابر للقارات يصل مداه إلى أكثر من 15 ألف كيلومتر، وبالتالي فهو قادر على الوصول إلى أي مكان داخل الولايات المتحدة، بحسب "رويترز".
المسؤول الياباني أوضح أن الصاروخ حلق لمدة 73 دقيقة تقريبًا وسقط في البحر غرب هوكايدو، ووصل إلى ارتفاع يزيد على 6 آلاف متر، بحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.
إدانات
نددت واشنطن اليوم الاثنين، بإطلاق صاروخ باليستي من قبل بيونج يانج، ووصفت عملية الإطلاق بأنها تُشكل تهديدًا لجيرانها، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت الوزارة في بيانها، إن "عمليات الإطلاق هذه تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي شأنها شأن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الأخرى التي أجرتها بيونج يانج هذا العام".
كما قدمت اليابان احتجاجات شديدة اللهجة ضد كوريا الشمالية، عبر القنوات الدبلوماسية في بكين، قائلة إنها ستواصل العمل الثلاثي الوثيق مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
مقدمة لحرب نووية
وقالت كوريا الشمالية، في بيان شديد اللهجة، بعد إطلاق الصاروخ، إن الولايات المتحدة تدبر "مقدمة لحرب نووية"، وذلك بعد وصول غواصة تعمل بالطاقة النووية إلى كوريا الجنوبية.
وحذرت واشنطن السبت، كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تشنه عليها أو على أي من حلفائها غير مقبول، سيؤدي إلى نهاية نظام كيم جونج أون.
وأكدت أن أي هجوم نووي، سيقابل برد سريع وحاسم وساحق، وعقدت المجموعة الاستشارية النووية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اجتماعها الثاني يوم الجمعة.
غواصة تطلق صواريخ نووية
وفي سبتمبر الماضي، شارك زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، في احتفال لإطلاق بيونج يانج لأول غواصة يمكن استخدامها في إطلاق صواريخ نووية.
وأوضحت وسائل إعلام كورية رسمية، أن الغواصة حققت قفزات واسعة على صعيد تعزيز قوى الردع النووي، فيما سميت المركبة البحرية الجديدة "هيرو كيم كون أوك"، تيمنًا باسم أحد أبرز ضباط البحرية الكورية الشمالية والشخصيات التاريخية في البلاد.
وقال زعيم كوريا الشمالية، إن هذه الغواصة سوف تكون المركبة الرئيسية التي تستخدمها البلاد في أي "هجوم بحري"، مُضيفًا: "غواصة الهجوم النووي، التي كانت رمزًا للعدوان على أمتنا على مدار العقود الماضية، أصبحت الآن ترمز إلى قوتنا الرادعة التي تقذف الرعب في نفوس أعدائنا معدومي الأخلاق".
غواصة أمريكية تعمل بالطاقة النووية
وقالت البحرية الكورية الجنوبية أمس، إن غواصة أمريكية تعمل بالطاقة النووية وصلت إلى مدينة بوسان الساحلية بكوريا الجنوبية.
وكانت زيارات الغواصات النووية الأمريكية نادرة في السابق، وارتفعت وتيرتها بعد اتفاقيات بين سول وواشنطن أدت لزيادة وصول أصول عسكرية أمريكية لكوريا الجنوبية.
ورست الغواصة الأمريكية، سانتافي التي تعمل بالطاقة النووية في ميناء بجزيرة جيجو الكورية الجنوبية في نوفمبر، كما وصلت حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون إلى ميناء بوسان الشهر الماضي.