في تطور مهم في ظل الديناميكية السياسية العالمية الجارية، بدأت كوريا الشمالية حوارات دبلوماسية مع الصين، بعقد باك ميونج هو،
نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي، مباحثات مع نظيره الصيني سون ويدونج، مركزًا على استراتيجيات تعزيز التعاون الاستراتيجي والعلاقات الثنائية.
وتمثل هذه الإجراءات تحولًا ملحوظًا في سياسة كوريا الشمالية الخارجية، خاصة مع النظر في عزلة البلاد النسبية منذ بداية جائحة كورونا.
التواصل الدبلوماسي
تمثل هذه المحادثات الدبلوماسية مع الصين تغييرًا ملحوظًا في التزامات كوريا الشمالية الدولية. حيث كانت البلاد قد أغلقت حدودها في يناير 2020، محدودة تفاعلاتها مع الدول المجاورة لمنع انتشار كورونا داخل البلاد. حسبما ذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الشمالية.
ويعد هذا المثال من المسؤولين الكوريين الشماليين، الذين يتفاعلون علنًا مع الصين في الشؤون السياسية مشهدًا غير عادي منذ وضع هذه التدابير، بينما تتخذ البلاد الآن خطوات لتخفيف قيود الحدود وتحفيز التجارة مع جيرانها. ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوة آثار كبيرة على السياسة والاقتصاد الإقليميين.
وتعتبر كوريا الشمالية من أوائل الدول التي أقامت معها الصين علاقات دبلوماسية. ويصادف هذا العام الذكري 73 لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وفي هذا الصدد، قالت وكالة الصين الجديدة للأنباء "شينخوا"، إنه وبفضل رعاية قادة الحزبين والبلدين والجهود المشتركة للطرفين، صمدت الصداقة التقليدية بين بكين وبيونج يانج أمام تقلبات الوضع الدولي واختبار العصر. مؤكدة أن العلاقات بين البلدين استمرت في التطور، وأصبحت أقوى بمرور الوقت، وأصبحت متجذرة بعمق في قلوب البلدين.
ودعّم كيم جونج أون القضايا الجوهرية للصين وعلى رأسها أزمة تايوان، ووصف زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، نانسي بيلوسي إلى تايبيه بأنه "تدخل وقح". وأكد "كيم" أن الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي لتعكير السلام والأمن في المنطقة.
تحول في العلاقات الدولية
كانت زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون الأخيرة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر الماضي، أول زيارة خارجية له منذ بدء الجائحة. ومع إعادة كوريا الشمالية لالتزاماتها الدبلوماسية، يمكن اعتبار هذا مؤشرًا على تحول في العلاقات الدولية للبلاد. حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
كانت بيونج يانج تتقدم بسرعة في تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وإجراء اختبارات صاروخية، لكنها لم تظهر أي تقدم ملحوظ في الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
آثار على الأمن الإقليمي
تأتي هذه التطورات في أعقاب تدهور الوضع الأمني في المنطقة، وفي جو متوتر عقب تعليق الاتفاقية العسكرية الشاملة بين الكوريتين لعام 2018 وزيادة خطر الاشتباكات الحدودية غير المقصودة.
وفي ظل هذه الظروف، تحمل هذه الالتزامات الدبلوماسية وتعزيز التحالفات مع روسيا والصين أهمية كبيرة، لكن لا يزال يتعين معرفة كيف ستشكل هذه التغييرات المشهد الجيوسياسي في الأوقات المقبلة.