الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تغيير جينات البعوض.. طريقة فعالة جديدة لمكافحة الملاريا

  • مشاركة :
post-title
دياباتى يطور طريقة جديدة لمكافحة الملاريا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

عندما كان عبدالله دياباتى في الخامسة من عمره، أصيب بـ"الملاريا" التي كادت أن تودي بحياته، لكن أبناء عمومته الذين كانت أعمارهم تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات، لم ينجو من المرض الذي ينقله البعوض، وفارقوا الحياة.

ويعمل دياباتي، الذي يرأس الآن، قسم الحشرات الطبية والطفيليات في معهد أبحاث العلوم الصحية في بوركينا فاسو، على تطوير تقنية مبتكرة يمكنها القضاء على أنواع البعوض الناقلة للملاريا عن طريق تغيير جيناتها، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية.

وحصل العالم المولود في بوركينا فاسو على جائزة "فولينج وولز" لعام 2023 لإدارة العلوم والابتكار عن بحثه، الذي قال المنظمون إنه يقدم الأمل في مكافحة الملاريا.

وتم اختيار "دياباتي"، في سبتمبر، باعتباره الإفريقي الوحيد من بين 10 فائزين عالميين بالجائزة المرموقة لهذا العام، وتم تكريمه أيضًا من قبل مؤسسة "فولينج وولز"، لمساهمته في بعض الأعمال الأكثر تقدمًا في العالم بشأن الحلول الجينية للملاريا.

القاتل الأول في بوركينا فاسو

وتجدر الإشارة إلى أن الملاريا هي السبب الرئيسي للوفاة في بوركينا فاسو، حيث يتعرض جميع سكان الدولة الواقعة في غرب إفريقيا البالغ عددهم 22 مليون نسمة تقريبًا، وخاصة الأطفال، لخطر الإصابة بالمرض، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لإفريقيا أن الملاريا أودت بحياة ما يقرب من 19 ألف شخص في بوركينا فاسو، في عام 2021.

ويعد هذا المرض أيضًا أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في المنطقة الإفريقية الأوسع، التي تتحمل أكبر عبء للملاريا في العالم.

ولسنوات عديدة، ساعدت تدخلات مكافحة الملاريا، بما في ذلك استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، في الحد من انتقال العدوى والوفيات في البلدان المتضررة.

ومع ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية في أبريل، أن الوفيات الناجمة عن الملاريا لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول، واستمرت حالات الإصابة بالملاريا في الزيادة منذ عام 2015، مضيفة أن الارتفاع في معدلات العدوى يرجع إلى ارتفاع تكلفة توفير التدخلات التي تمكن من القضاء على الملاريا، بالإضافة إلى "التهديدات البيولوجية" المتمثلة في مقاومة الأدوية، وتطوير البعوض الناقل مناعة ضد المبيدات الحشرية.

وأودت الملاريا بحياة نحو 619 ألف شخص على مستوى العالم في عام 2021، وفقا لآخر بيانات منشورة لمنظمة الصحة العالمية، التي قالت إن نحو 96% من تلك الوفيات حدثت في إفريقيا، مضيفة أن 80% من الضحايا في القارة كانوا بين الأطفال دون سن الخامسة.

تغيير لقواعد اللعبة

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن دياباتي، قوله إن ابتكار أدوات مكافحة الملاريا هو الطريقة الوحيدة للتغلب على المرض. وأضاف: "على الرغم من أن الناموسيات تقم بعمل رائع، إلا إن لدينا الآن مقاومة واسعة النطاق للمبيدات الحشرية في مختلف أنواع البعوض، وخاصة تلك التي تنقل الملاريا".

وتابع: "هذا يجعل من الصعب هزيمة الملاريا بهذه الأدوات التقليدية، ولهذا السبب من المهم للغاية الابتكار والحصول على أدوات جديدة يمكن أن تكمل الأدوات الموجودة، وإلا فلن نتمكن بأي حال من الأحوال من هزيمة الملاريا".

وقال دياباتي إنه متفائل بأن أداته لمكافحة ناقلات مرض الملاريا، والتي توصف بأنها "تكنولوجيا محرك الجينات"، يمكن أن تكون "مغيّرة لقواعد اللعبة" عند طرحها.

وتنتقل الملاريا عن طريق لدغة أنثى بعوض "الأنوفيلة" الحاملة للمرض الطفيلي، في حين أن ذكور البعوض لا تلدغ، لذا فهي غير قادرة على نقل الملاريا.

ومن خلال محرك الجينات، يتم منع أنثى البعوض التي تنقل المرض من إنتاج ذرية إناث جديدة من خلال إطلاق ذكور معدلة وراثيًا والتي تصبح عقيمة في البيئة.

وقال دياباتي إن أعداد إناث البعوض ستنضب وسيتوقف انتقال الملاريا. وأضاف: "عندما يتم إطلاق البعوض المعدل وراثيًا في الميدان.. فسوف ينتشر عبر مجتمع البعوض بأكمله ويحد من انتقال الملاريا على الفور"، مشيرًا إلى أن محرك الجينات كان تدخلًا أكثر استدامة وملاءمة للميزانية لمكافحة الملاريا.