الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كيف يمكن للتغيرات المناخية إعادة إحياء مرض الملاريا بأمريكا؟

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تُعد مسألة عودة مرض الملاريا للظهور مرة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية أزمة خطيرة، تهدد الصحة العامة، خاصة أن البلاد كانت قد تخلصت من هذا المرض منذ فترة، إلا أن حالات الإصابة بالملاريا داخل أراضي أمريكا بدأت بالظهور مرة أخرى منذ بداية الصيف الحالي، حيث تم الإبلاغ عن 10 حالات إصابة في ولايات فلوريدا وتكساس وميريلاند، وآخرها حالة في ولاية أركانساس. وهذا يعتبر أمرًا غير مألوف نسبيًا بالنسبة للولايات المتحدة، بالرغم من انتشار الملاريا بوفرة فيها خلال القرن العشرين.

يوجد العديد من العوامل التي لا تزال تساعد على انتشار البعوض الناقل للملاريا في أنحاء كثيرة من أمريكا، وفقًا لما أورد موقع "فوكس" الإخباري، إذ إنه لا تزال درجات الحرارة العالية وكثافة الأمطار تسود في العديد من الولايات، مما يساعد على تكاثر البعوض، وعلاوة على ذلك، فإن السفر بين بلدان الوباء وأمريكا يسهل انتقال العدوى.

وفقًا لما أشار كولين كارلسون، عالم الأحياء المتخصص في التغير العالمي في مركز علوم وأمن الصحة العالمية بجامعة جورج تاون، للموقع، والذي قاد بحثًا حول التوسع السريع في وصول البعوض الذي ينشر الملاريا في إفريقيا: "يجب أن يحدث خطأ ما بشكل خطير حتى تصبح الملاريا متوطنة في الولايات المتحدة".

وأوضح كارلسون أن الطقس الحار للغاية يسمح لمعظم حالات انتقال الملاريا، إلا أنه عندما لا تنخفض درجات حرارة المنطقة إلى أقل من 80 درجة فهرنهايت، فإن بعوض الأنوفيليس الأمريكي لا يطير أو يتكاثر أيضًا، ولا يزدهر طفيلي الملاريا نفسه.

ويشير "فوكس" أن هذا يعني في الواقع أن نوعًا جديدًا من البعوض الغازي يمكن أن يكون خطيرًا بشكل خاص في الولايات المتحدة، إذ كان Anopheles stephensi، وهو نوع من البعوض الذي عاش حتى وقت قريب فقط في جنوب آسيا والشرق الأوسط، في حالة تنقل. على عكس أنواع Anophelesالأمريكية، تزدهر هذه الآفة في درجات حرارة أعلى من 80 فهرنهايت. أيضًا على عكس الأنواع الأمريكية -التي تفضل تكوين عائلاتها في مستنقعات الغابات- فهي تحب التكاثر في المياه الأنظف التي تتجمع بالقرب من سكن الإنسان، خاصة في البيئات الحضرية.

كل هذا يعني أن الحرارة الشديدة التي من شأنها عادة أن تقلل من تهديد الملاريا، تمهد الطريق الآن لنسخة أخرى، أسوأ، في حالة ترسخ هذه البعوضة في الولايات المتحدة.

ومع تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري، من المتوقع أن تتسع نطاقات انتشار البعوض الناقل للملاريا، إذ ستصبح مناطق أوسع قابلة لتكاثر وعيش الحشرة الناقلة للمرض فيها، كما أن ارتفاع درجات الحرارة قد يسهل انتشار أنواع جديدة من البعوض تتحمل درجات الحرارة العالية مثل الأنوفيلس ستيفانسي.

مع هذه العوامل، يُحذر الخبراء من أن أمريكا غير معصومة من خطر عودة الملاريا مرة أخرى، بحسب ما أشار الموقع الإخباري، إلا أنها لا تزال تملك بعض العوامل التي قد تساعدها في السيطرة على أي فوضى مرضية محتملة، مثل قدرتها على الكشف المبكر والسيطرة على حالات الإصابة، كما أن لديها خبرة في السيطرة على تكاثر البعوض.

ومع ذلك، يشير "فوكس" إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديات في مجال الوقاية من الملاريا، حيث لا تزال هناك ثغرات في البنية التحتية لمكافحة البعوض في بعض المناطق، كما أن التغيرات المناخية تمثل تهديدًا مستمرًا.