يُثير موضوع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي جدلًا واسعًا بين زعماء دول الاتحاد، ويُشكل تحديًا كبيرًا؛ حيث يلوح في الأفق صراع حول الإعانات الزراعية والتأثير الاقتصادي المُحتمل على الدول الأعضاء، إلى جانب مخاوف بشأن انتشار الفساد في أوكرانيا.
على الرغم من دعم العديد من الزعماء الأوروبيين القوي لعضوية أوكرانيا، إلا أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حذّر بشدة من أن أوكرانيا "بعيدة جدًا" عن تحقيق ذلك، كما أكد ضرورة إصلاح قواعد الاتحاد الأوروبي بشكل جوهري قبل إمكانية انضمام أوكرانيا.
صرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى إصلاح قواعده بشكل جوهري، قبل أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام، وبالرغم من دعمه الشديد لانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه حذّر من أنه لا ينبغي السماح لأوكرانيا بتقويض الصناعة في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لما أشارت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية.
وافق المجلس الأوروبي على فتح مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا ومولدوفا، بعد امتناع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوروبان، الذي يعارض عضوية أوكرانيا، عن التصويت على القرار. وأشاد رئيس المجلس، تشارلز ميشيل، بالقرار باعتباره "إشارة سياسية قوية للغاية"، لكن "أوروبان" وغيره من المتشككين مثل رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، زعموا أن هذه الخطوة ليست لها أهمية عملية تُذكر.
وكرر "ماكرون" تصريحاته أمس الجمعة، قائلًا للصحفيين "إن أوكرانيا لا تزال "بعيدة جدًا" عن الانضمام إلى الكتلة"، بحسب ما أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية.
خلال مؤتمر صحفي، سُئل ماكرون عمّا إذا كان قبول أوكرانيا سيهدد سُبل عيش المزارعين الفرنسيين، الذين سيتضررون بشكل كبير؛ بسبب المنتجات الأرخص من نظرائهم الأوكرانيين، قال "نحن بعيدون جدًا عن التوسع الفعّال لأوكرانيا، وعلى أية حال فإن التوسع مهما كان سيتطلب إصلاحًا عميقًا لقواعدنا."
حظرت بولندا والمجر وسلوفاكيا بالفعل واردات الحبوب الأوكرانية، مُتحدية سياسة الاتحاد الأوروبي التي وضعت بعد اندلاع الصراع لإعطاء المزارعين الأوكرانيين سوقًا لمنتجاتهم، بالإضافة إلى ذلك، فإن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، سيؤدي إلى خفض الدعم الزراعي للأعضاء الحاليين بنسبة 20%، مما يُعزز الميزة التنافسية لكييف، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز في أكتوبر، نقلًا عن وثائق الاتحاد الأوروبي.
وتابع ماكرون: "أنا ملتزم بسيادة أوروبا فيما يتعلق بالزراعة". وأضاف: "سنواصل حمايتها والحفاظ على طاقتنا الإنتاجية".
وبعيدًا عن المواجهة التي تلوح في الأفق بشأن الإعانات، فإن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يخشون سرًا من أن انتشار الفساد في أوكرانيا، قد يعرقل محاولة كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" في سبتمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، أعلن "أوروبان وفيكو" علنًا أن الفساد المستشري في أوكرانيا يجعل البلاد غير مؤهلة للعضوية، وكذلك مشاركتها في صراع نشط.
وحتى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وهي من أشد المؤيدين لكييف والتي أعلنت في سبتمبر أن مستقبل أوكرانيا يكمن "في اتحادنا"، حذّرت الأسبوع الماضي من أن المجلس لن يصوت إلا على "افتتاح مفاوضات الانضمام، وليس الانضمام ذاته".
وأضافت أن الخيار الأخير من المُرجح أن "يستغرق بعض الوقت مهما حدث".