رغم أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل لا تحتاج إلى دليل، فإنه ينكرها باستمرار، وتحاول الإدارة الأمريكية نفي تلك التهمة عنه دائمًا، لكن 3 حوادث منذ السابع من أكتوبر بحق إسرائيليين أثبتت كيف يتعامل الاحتلال مع المدنيين العزل، وكم من الوقت يفكر جنوده قبل أن يتخذوا قرارًا بقتل من أمامهم.
اليوم الجمعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن جنوده قتلوا 3 رهائن في غزة، بعد أن ظنوا "عن طريق الخطأ"، أنهم يشكلون تهديدًا، فأمطروهم بوابل من الرصاص.
قتل المحتجزين لدى المقاومة
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، في مؤتمر صحفي، إن "الحادث وقع في حي الشجاعية، حيث حدد الجيش عن طريق الخطأ المحتجزين الثلاثة على أنهم تهديد، وأطلقوا الجنود النار باتجاههم، وذلك خلال عمليات البحث والتحقق في المنطقة".
وأضاف هاجاري، أنه كانت هناك شكوك حول هويات المتوفين فتم نقل جثثهم إلى إسرائيل لفحصها وتم التأكد من أنهم كانوا 3 محتجزين، موضحًا أنهم يوتام حايم، الذي احتجزته حماس من مستوطنة كفر عزة في 7 أكتوبر، وسامر تلالكة، من مستوطنة نير عام في اليوم نفسه؛ إلى جانب رهينة آخر، طلبت أسرته عدم نشر اسمه.
وأوضح أن الجيش بدأ في إجراء مراجعة للحادث على الفور، وأنهم تعلموا دروس فورية منه، وتم نقلها إلى جميع قوات الجيش الإسرائيلي في الميدان، ولم يذكر متحدث جيش الاحتلال أي تبادل لإطلاق النار، ما يشير إلى أن الجنود قتلوا الأسرى الإسرائيليين دون أي عدوان منهم.
قتل مدني إسرائيلي
ربما لا يشير الحادث الحالي بشكل قاطع، إلى أن جنود الاحتلال استهدفوهم، وهم يعلنون استسلامهم، كما فعلوا مع الكثيرين من أهل غزة، لكن هناك حادثًا آخر، وقع مطلع الشهر الجاري، وثقته الكاميرات، يظهر شخصًا بملابس مدنية يجثو على ركبتيه وسط الشارع، رافعًا يديه لأعلى، ويطلب من الجنود عدم إطلاق النار.
المشهد واضح "مدني يرفع يديه مستسلمًا"، لكن جنود الاحتلال لم يفكروا وأطلقوا النار مباشرة لأنهم ظنوه "فلسطينيا"، لكن الواقع أنهم قتلوا مدنيًا إسرائيليًا.
انتقادات واسعة طالت جنود الاحتلال هذه المرة، لأن الضحية منهم، إذ تعامل مع منفذي هجوم القدس، لكنه مات بطلقات جنود الاحتلال الذين ظنوه "فلسطينيًا".
في تعليقها على الحادث، قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إن جنديًا إسرائيليًا ظن على ما يبدو أن مدنيًا إسرائيليًا فتح النار على أحد مسلحي المقاومة الفلسطينية اللذين أطلقا النار في محطة للحافلات في القدس هو مهاجم ثالث، وأصابه بجروح مميتة.
وقتل المهاجمان، وهم فلسطينيان من القدس الشرقية، ثلاثة أشخاص خلال ساعة الذروة صباح اليوم السابق للحادث، قبل أن يقتلهما جنديان خارج الخدمة والمدني الذي يدعى يوفال دورون كاسلمان، الذي توفي في المساء، جراء إصابته برصاص جندي الاحتلال.
هجوم طوفان الأقصى
نشرت صحيفة هآرتس العبرية، بعض نتائج تحقيقات الشرطة في حادث السابع من أكتوبر "طوفان الأقصى"، والتي أشارت إلى أن طائرة حربية تابعت للاحتلال أطلقت النار على الإسرائيليين المشاركين في حفل موسيقي، في منطقة غلاف قطاع غزة.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن الطائرة الحربية وصلت إلى مكان الحادث، وأطلقت النار على مقاتلي المقاومة، وأصابت على ما يبدو بعض المشاركين في المهرجان.
وأوضحت الشرطة الإسرائيلية، أن 364 شخصا قتلوا في المهرجان بدون تحديد هوياتهم.