من مسجد الرحمن بمحافظة الجيزة بشمال مصر، شُيعت اليوم الجمعة، جنازة الفنان عادل أنور، صاحب التاريخ والحكايات الكثيرة، فقد عاش في أسرة فنية، وبقي مع الفنان المصري إسماعيل يس في آخر عشرة أيام من حياته حتى أنه تمنى لو يقدم كتابًا عنه يحكي من خلاله أسرارًا لم تكشف بعد عن الراحل، وظل طوال مشواره الفني يعيش بنصيحة "يس" له وهى ألا يدخل في عمل لا يضيف له أو لمجرد التواجد، لذلك كانت مشاركاته قليله في الأعمال الفنية لكنها مؤثرة، وحرص عدد من النجوم التواجد للوداع الأخير منهم الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أيمن عزب، ومحمد الصاوي.
ترك رحيل "أنور" أثرًا بالغًا في ابن شقيقته أيمن بهجت قمر الذي كتب عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه جزء كبير من ذكرياته ووصفه بالصديق المقرب، فيما طلب شقيقه المطرب نادر أبو الليف الدعاء له بالرحمة من جمهوره.
مقابلة مع أحمد مظهر
عادل أنور الذي ولد في 9 يناير من عام 1965 كان فنانًا متنوعًا فقد أخرج وألف ومثل ووقف أمام كبار النجوم، ولكنة لا ينسى الفنان أحمد مظهر وحكى في أحد البرامج عن سر حبه له وتعلقه به قائلا: "قدمنا سويًا أكثر من عمل وهو فارس السينما المصرية، فنان راقٍ ويحب كل من حوله ويحترمهم مهما كانت أعمارهم، فأنا رغم صغر سني إلا أنه دائمًا كان يقول لي "يا أستاذ"، وطلب أن أتواجد معه في مسلسل "القضاء في الإسلام" وتعلمت منه الكثير مثل الصبر واحترام مواعيد الفنان لمواقع التصوير".
تواجد فني
حرص عادل أنور على إثقال موهبته الفنية بالدراسة ودخل المعهد العالي للفنون المسرحية، وتعمق في دراسة الإخراج ودرس علم النفس وهو الأمر الذي استفاد منه في عدد من الشخصيات التي قدمها في أعماله، فقد كان له تواجد كبير في الدراما المصرية من خلال عدد من الأعمال المهمة من أبرزها ليالي الحلمية، العمدة هانم، فارس بلا جواد، العائلة، وكان من آخر الأعمال التي شارك فيها مسلسل عملة نادرة وفلانتينو تأليف أيمن بهجت قمر، ومن أبرز مسرحياته "بحر الهوى"، "كيد النسا"، و"بدلة سموكن".
نصائح إسماعيل يس
تربط عادل أنور صلة قرابة بالفنان المصري إسماعيل يس ويحكي عن كواليس حياته معه لمدة عامين ويقول في لقاء متلفز: "كنت وقتها في مرحلة الإعدادية وأعرف قيمة هذا الفنان الجميل الذي يضحكني ويضحك الوطن العربي بأكمله، هو من علمني وقال لي "أنت هتطلع فنان" وهذا نابع من رؤيته لي وأنا أمثل أمام المرآة، ونصحني أن أقرأ كثيرًا ودعمني في هذا الاختيار رغم مشواره الصعب، وكان يقول لي دائمًا لا ترخص اسمك".
استجابة وذكريات
استجاب "عادل" لنصيحة قريبه وظل دائمًا يختار أدواره بعناية ولا يتواجد في أي عمل لمجرد الظهور على الشاشة واستشهد بموقف من بداياته وقال: "سيارتي لم يكن بها بنزين، وطلب مني وقتها أن أشارك في أحد الأعمال الفنية ولكن حينما ذهبت وجدت أن العمل لا يليق بي ولا يضيف لمشواري لذلك اعتذرت رغم حاجتي للأموال، وكنت معه آخر 10 أيام في حياته بمدينة الإسكندرية، وهذه أهم فترة في حياتي لأنني استمعت منه ذكريات كثيرة.