يشعر اللاجئون على متن مركب "بيبي ستوكهولم" العائم قِبالة سواحل بريطانيا، باليأس الشديد إزاء ظروف المعيشة، خاصة بعد انتحار أحدهم يوم الثلاثاء الماضي، فيما أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن تكاليف استئجار هذا المركب بلغت من أغسطس من العام الحالي حتى الآن، أكثر من 22 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب.
وبعد نقل نحو 300 منهم من ملاجئ الإيواء الأخرى إلى المركب العائم قبالة ميناء بورتلاند بمقاطعة دورست، أفاد اللاجئون بأن الظروف قد تدهورت عن السابق.
وكشفت الحكومة البريطانية عن أن تكاليف "خدمات سكن المركب" المتعلقة بهذا الملجأ العائم بلغت 22,450,772 جنيهًا إسترلينيًا، وبما إن المركب يتسع لنحو 500 مقيم، وإذا افترضنا استخدامه لمدة 18 شهرًا أولية، فإن التكلفة تصل إلى 91 جنيهًا يوميًّا لكل مقيم.
وقال اللاجئون لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إنهم قلقون بشأن التشديدات الأمنية على متن المركب، إذ يضطرون إلى المرور عبر إجراءات أمنية شبيهة بتلك الموجودة في المطارات حتى لو أرادوا الخروج لتدخين سيجارة، كما أشاروا إلى تدهور جودة الطعام، وحدوث نقص لدى آخرين في طابور الطعام.
وقال أحد اللاجئين: "المركب يشبه السجن.. والمزيد من الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ". وأضاف آخر: "الظروف تزداد سوءًا.. نخاف أن يقوموا بفك أماكن ربط المركب وقطره إلى رواندا".
وقالت مصادر بوزارة الداخلية إنه لا يمكنها نشر الاسم الصحيح للرجل الذي توفي بعد حادث الانتحار بسبب بعض البروتوكولات. ونتيجة لنقص المعلومات من وزارة الداخلية، انتشرت الشائعات والتكهنات بين اللاجئين على المركب.
مشروع قانون الترحيل
وبحسب التقرير، صوّت البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء على مشروع قانون جديد يتيح ترحيل اللاجئين إلى رواندا، ما زاد من مخاوف اللاجئين على المركب من ترحيلهم هم أيضًا إلى هناك.
كما كشفت رسالة أرسلت من وزارة الداخلية إلى البرلمان أنه منذ عام 2020 لم يتم إعادة سوى 1182 شخصًا من طالبي اللجوء الذين وصلوا عبر قوارب صغيرة إلى بريطانيا، من إجمالي أكثر من 111800 وصلوا خلال تلك الفترة.
ويتزامن ذلك مع استمرار فقدان 132 طفلًا لاجئًا غير مصحوبين بذويهم، بعد اختفائهم من أماكن إيواء وزارة الداخلية، رغم تعهداتها بالعثور عليهم.
في أغسطس الماضي، تم اكتشاف تلوث مياه السفينة ببكتيريا الليجيونيلا، ما أدى لإخلاء 39 مهاجرًا وأثار غضب النواب. كما أن بعض المهاجرين يرفضون الإقامة على السفينة بسبب خوفهم من الماء والصدمات النفسية.
ويرى النقاد أن السفينة تشبه السجن خاصة مع وجود الأسوار ونقاط التفتيش الأمنية، كما سجلت السفينة حالات وفيات ومشاكل صحية عندما استخدمت لإيواء المهاجرين في ألمانيا في الفترة الممتدة من 1994 إلى 1998 وهولندا عام 2005.
على متن البارجة، سجلت العديد من المشاجرات وحوادث الاغتصاب، كما شهدت عام 2008 حالتي وفاة لشخصين عربيين نتيجة رداءة العناية الصحية المقدمة لهما.