الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تهديد حكومي وآلام نفسية.. اللاجئون يرفضون "السفينة السجن"ببريطانيا

  • مشاركة :
post-title
السفينة "بيبي ستوكهولم"

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تحدٍ جديدٍ لسياسة الهجرة البريطانية، رفض بعض طالبي اللجوء نقلهم من الفنادق الحكومية إلى السفينة "بيبي ستوكهولم"؛ بسبب مزاعم "الخوف الشديد من الماء" كسبب لذلك، إذ امتنع ما يصل إلى 20 مهاجرًا عن الانتقال من أماكنهم الحالية إلى السفينة، بعدما أكد محامون تدعمهم جمعية "كير فور كاليه" أنهم تعرضوا لصدمات نفسية تمنعهم من الانتقال.

تعد السفينة "بيبي ستوكهولم" ذات التاريخ الأسود، مركبًا ضخمًا بطول 93 مترًا وعرض 27 مترًا ترسو في ميناء بورتلاند جنوب غربي البلاد، ويفترض أن تستوعب ما يصل إلى 500 مهاجر داخل 222 مقصورة، بحسب ما أشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

صدمات نفسية

وأوضح ستيف سميث، الرئيس التنفيذي لجمعية "كير فور كاليه"، في تصريح لصحيفة "التلجراف" قائلًا: "يتراوح المهاجرون بين أشخاص ذوي إعاقات وناجين من التعذيب إلى أشخاص تعرضوا للضرب وإطلاق النار، وبعضهم تم اعتقالهم، وبعضهم الآخر يعانون من الصدمة؛ بسبب مشاهدة أصدقائهم يغرقون في البحر، وبالتالي يعانون من خوف شديد من الماء، وبالتالي هناك مخاوف صحية نفسية ومجتمعية قلقة للغاية".

وأكد "سميث" أنه تم تمرير تفاصيل هؤلاء الأفراد إلى المحامين الذين رفعوا دعاوى بشأن عمليات الفحص والتقييم لملاءمة النقل.

الداخلية تهدد

من جانبها تهدد، سويلا برافيرمان، وزيرة الداخلية البريطانية، بسحب حق الإقامة المدعومة من الدولة لطالبي اللجوء، إذا استمروا في رفض الانتقال إلى السفينة، والتي تصر الحكومة على أنها آمنة.

تعتبر سفينة "بيبي ستوكهولم" جزءًا أساسيًا من جهود الحكومة للحد من تكلفة الإقامة في الفنادق الحكومية التي تصل إلى 6 ملايين جنيه إسترليني يوميًا لاستقبال المهاجرين.

وبحسب ما أشارت التليجراف فقد أشار مصدر حكومي إلى أن: "أي شخص يرفض الانتقال دون عذر معقول لديه 24 ساعة لإعادة النظر، وبعد ذلك سيتوقف دعمه للجوء وسيتعين عليه إعالة نفسه".

الحكومة لم تلتزم بالقانون

يعتقد المحامون أن وزارة الداخلية لم تلتزم بالقانون فيما يتعلق بإبلاغ طالبي اللجوء بمغادرة الفنادق، ومن الممكن أن يلجأوا إلى القضاء لمنع نقلهم إلى السفينة.

تُعد السفينة "بيبي ستوكهولم"، التي ستتسع في الأشهر المقبلة لـ500 طالب لجوء ذكور منفردين، جزءًا من ثلاثة مواقع إقامة جماعية، بما في ذلك قاعدتان سابقتان للقوات الجوية الملكية لاستيعاب 3700 مهاجر قادم عبر القناة.

وأشار الرئيس التنفيذي لجمعية "كير فور كاليه"، إلى أن القضية القانونية ستحل فقط إذا قامت الحكومة بتعديل عملية الفحص، والتي قد تنتهي بالتوجه إلى المحكمة.

صرح مصدر حكومي لصحيفة التليجراف قائلًا: "هذا يظهر فقط ما نواجهه: الجمعيات الخيرية المرتبطة بحزب العمال والمحامون يحاولون بشكل متكرر إيقافنا عن نقل المهاجرين غير الشرعيين من الفنادق المكلفة".

السفينة آمنة

تؤكد الحكومة البريطانية أن السفينة آمنة، بعد أن خضعت لفحوصات مُكثفة أخرت افتتاحها لمدة شهر على الأقل.

وفي يوم الاثنين، قالت سارة داينز، مسؤولة الحماية في وزارة الداخلية البريطانية، إن جميع مسائل الصحة والسلامة قد تم حلها، مدافعة عن استخدام السكن "البدائي" لإيواء المهاجرين كوسيلة لتقليل تكلفة إسكانهم في الفنادق.

وقالت "داينز" في تصريحات لشبكة "إل بي سي": "إنه مكان آمن يعيش فيه الناس ويقيمون فيه"، مُشيرة إلى أن الوضع معقد للغاية "لنكن واضحين فقط أن الحكومة عازمة على استخدام بوارج مثل هذه للتأكد من أن لدينا مكانًا بدائيًا، ولكنه مكان مناسب للمهاجرين".

السفينة تشبه السجن

ومع ذلك، يرى ستيف سميث أن السفينة- التي تحيط بها أسوار معدنية بارتفاع 20 قدمًا، ويتم تأمين نقل المهاجرين عبر بوابتين أمنيتين- تشبه أكثر "سفينة سجن".

مضيفًا: "كنا نتحدث مع محامٍ إيراني عن حقوق الإنسان كان سجينًا ذات يوم، وأشار إلى إن احتمال الدخول في السفينة ذات ممرات ضيقة، مع قدرة محدودة على الذهاب إلى المدينة باستخدام حافلات متهالكة تمر عبر نقطتي تفتيش أمنيتين، تشبه إلى حد ما العودة إلى السجن".

وتساءل "أين الوصول إلى الهواء النقي، والقدرة على التجول، والقدرة على الاندماج مع المجتمع؟".

واختتم مسؤول الجمعية الخيرية "إن إيواء أي إنسان في سجن عائم مثل "بيبي ستوكهولم" هو أمر غير إنساني، محاولة القيام بذلك مع هذه المجموعة من الناس أمر قاسٍ بشكل لا يصدق، حتى مجرد تلقي الإشعارات يسبب لهم قدرًا كبيرًا من القلق".

تاريخ أسود

في الفترة الممتدة من 1994 إلى 1998 استخدمت بارجة بيبي ستوكهولم في ألمانيا لإيواء المهاجرين والمشردين، كما استخدمتها هولندا عام 2005 لإيواء اللاجئين.

على متن البارجة، سجلت العديد من المشاجرات وحوادث الاغتصاب، كما شهدت عام 2008 حالتي وفاة لشخصين عربيين نتيجة رداءة العناية الصحية المقدمة لهم.