"ليس من الضروري أن أولد في فلسطين حتى أتألم لهذه المجازر التي تحدث في غزة على يد الكيان الصهيوني".. بهذه الكلمات بدأ الموسيقار الكبير سليم سحاب حواره لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، إذ يرى أن تفاعله وتعاطفه مع القضية الفلسطينية ليس لكونه فلسطينيًا أو عربيًا، بل هي قضية تخص كل شخص يعرف معنى الإنسانية والقيم الأخلاقية، ويرفض الظلم والطغيان من قبل المحتل تجاه شعب لا يطلب إلا حريته والعيش بكرامة على أرضه.
وحول رسالته لشعب فلسطين المثابر، قال سليم سحاب: "أشكر هذا الشعب على قوته والوقوف ضد المحتل بكل شجاعة والموت على أرضه دون خوف، هذا الشعب المثابر ما زال صامدًا يقف أمام جيش مسلح ويرفض الهزيمة.. وقريبًا النصر سيكون لدولة فلسطين وشعبها القوي بعقيدته وإيمانه وحبه لوطنه".
"القدس هترجع لنا"
كان للموسيقار سليم سحاب تجربة مهمة ومؤثرة لدعم القضية الفلسطينية، من خلال أوبريت غنائي بعنوان "القدس هترجع لنا" التي قدمها قبل سنوات طويلة، وما زالت لها أثر كبير في قلوب الشعوب العربية، وحول هذه التجربة يقول: "الحافز الأول الذي أثار هذه التجربة لتقديمها هو المشهد الفظيع الذي شاهدته منذ سنوات للشهيد محمد الدرة والأب يحتضن ابنه ويقتل بجواره على يد المحتل الغاشم".
ويضيف: "في هذا الوقت تواصلت مع المؤلف المصري مدحت العدل، وعرضت عليه الفكرة، وعلى الفور تحمس لها، وخلال يومين بدأنا التحضير، وجمّع العديد من المطربين والممثلين للمشاركة في هذا الأوبريت على رأسهم الفنانة الكبيرة هدى سلطان، كما أن دار الأوبرا المصرية، وقتها وضعت كل فرق الأوبرا من أجل هذا الأوبريت والمشاركة في دعم القضية الفلسطينية، وهذا كان أقل شيء ممكن أن نقدمه لهذا الشعب العظيم الذي يعاني من الاحتلال منذ سنوات، وبالنسبة لتقديم أوبريت جديد كان هناك فكرة ولكن بسبب تسارع الأحداث في فلسطين تم تأجيل هذه الخطوة".
دار الأوبرا المصرية صنعت شهرتي عالميًا
يؤكد سليم سحاب أنه يستعد لتقديم حفل كبير بدار الأوبرا المصرية بعنوان "ليلة أم كلثوم"، وحول ذلك يقول: "دار الأوبرا المصرية هي من صنعت شهرتي في مصر والوطن العربي بل عالميًا لذا أعتبرها بيتي الثاني، وأعتز بالوقوف على مسرحها الذي أصبح جزءًا من كياني وتاريخي الفني".
ويضيف: حفل "ليلة أم كلثوم"، ستحمل مفاجآت مميزة للجمهور وهي تقديم أغنيات غير تقليدية لكوكب الشرق، إذ حرصنا على الابتعاد عن الأغنيات المكررة التي تقدم في كل الحفلات الخاصة بها، كما أن هناك أغنية من كلمات نزار قباني وألحان محمد عبد الوهاب ستقدم في الحفل تتناسب مع الأحداث المؤلمة والدامية التي تحدث في فلسطين".
وتابع: "شخصية أم كلثوم متشعبة وكبيرة دخل في تكوينها أعظم الملحنين والشعراء في تاريخ الفن العربي، فهي ظاهرة لن تتكرر على مدار التاريخ الفني ولكن هناك صوتين استطاعا أن يتألقا في أغنياتها وهما بناتي وبنات دار الأوبرا "مي فاروق، وريهام عبد الحكيم".
صانع النجوم على الساحة الفنية
يعد الموسيقار الكبير سليم سحاب واحدًا من أهم صناع النجوم في الوطن العربي، ونشأ وتربى على أيديه العديد من كبار النجوم، وحول نصيحته للشباب الموهوب، يقول: "درست نحو 16 عامًا في مجال الموسيقى حتى أصل لما أنا عليه اليوم، ونصيحتي للشباب هي الثقافة الموسيقية، من خلال السمع والمثابرة على الاجتهاد وعدم استعجال النجاح والوصول، فإذا اجتهدت ستصل ولكن المهم هو تجهيز الذات كما قولت عن طريق الثقافة الموسيقية والعامة أيضًا فهي مهمة في تكوين شخصية الفنان".
ويضيف: "بعد سنوات طويلة في مجال الموسيقى، أرى أن أهم ما يميزني هو اهتمامي الكبير بالأطفال وتربيتهم، فأنا فخور للغاية بكورال الأطفال وأن أهم النجوم الموجودة على الساحة الفنية نشأت تحت يدي وكوني استعملت معهم الموسيقى كوسيلة وليس هدفًا، وفي النهاية لكل فنان ميزة وشخصية مختلفة عن الآخر".