الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رفضا للعدوان على غزة.. أمريكيون من أصول عربية يضربون عن العمل

  • مشاركة :
post-title
أعلام فلسطينية تزين شارع فلسطين في باترسون بنيوجيرسي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

نظمت المجتمعات العربية الأمريكية في ولاية نيوجيرسي، أمس الإثنين، إضرابًا عامًا، بعد أن صوّتت الولايات المتحدة ضد قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، في أحدث تعبير عن معارضة العدوان الإسرائيلى على القطاع، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

فعلى طول "شارع فلسطين" في مدينة باترسون، استجاب العشرات من أصحاب الأعمال وقادة المجتمع والأسر، لدعوات الإضراب التي دعا إليها فلسطينيون، لإظهار الغضب والإحباط المتزايدين بسبب العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.

ونقلت "الجارديان" عن جابين أحمد، التي تملك صيدلية في مدينة باترسون: "نأمل أن يبعث هذا برسالة مفادها أن المسلمين متحدون، وأننا جميعًا على قلب رجل واحد، وأننا على استعداد للتضحية بأعمالنا لإسماع أصواتنا".

وأوضحت أحمد أن زوجها السابق، أمجد أبو كويك، فقد 65 فردًا من عائلته وأقاربه في قطاع غزة، لافتة إلى أن "هناك مشاعر عارمة من الغضب، الإحباط، الحزن، اليأس، والشعور بالذنب، بسبب أن الأمريكيين العرب قادرون على الحصول على وجبات الطعام والرعاية الصحية، بينما يتضور الناس جوعًا في غزة ويتحدثون عن كيف مات أطفالهم من قلة الطعام. من المؤلم جدًا أن أشهد ذلك".

من جانبه، قال دياب مصطفى، رئيس مركز الجالية الفلسطينية الأمريكية في كليفتون، إحدى ضواحي باترسون، إن الإضراب العام "ركز على نشر الوعي بما يحدث في غزة، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بدعم من 90 دولة عضوة، من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي، لطلب وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.

وقال مصطفى: "نحن كأمريكيين، خاصة كمسلمين، نحتاج إلى التحدث بصوت عالٍ، وبما أننا نعتقد أن معظم الشعب الأمريكي يطالب بوقف إطلاق النار.. فنحن بحاجة إلى وضع حد لهذا القتل، وإيجاد حل سياسي يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه واستقلاله وحقه في تقرير المصير".

وزاد: "نشعر أن الإدارة الأمريكية لا تستمع إلينا ولا تصغى إلى أصوات الناس في الشوارع".

واعتبر مصطفى أنه "أصبح من الصعب الاحتجاج على تصرفات إسرائيل في غزة دون أن يوصف بمعاداة السامية"، موضحًا: "بعض الناس سيقولون إن اعتراضاتنا معاداة للسامية، لكن ما يفعله مجتمعنا لا علاقة له بذلك، ففي الواقع الجالية اليهودية هي أكثر إصرارًا منا في الدعوة إلى وقف إطلاق النار".

وفي سياق متصل، قال أمجد أبو كويك، صاحب صيدلية الشفاء في شارع فلسطين، أمام حشد من الناس، إن الوضع في غزة يؤثر عليه وعلى كثيرين آخرين بطريقة شخصية للغاية، مضيفًا "بقلوب مثقلة نصدر هذا البيان ونحن نعلم أن الألم والمعاناة أبعد بكثير من مأساتنا الشخصية. نقوم بهذه البادرة الصغيرة للتضامن مع أولئك الذين استشهدوا وما زالوا يموتون".

أما رائد عودة، الذي يملك محل حلاقة ويشغل منصب نائب رئيس بلدية باترسون، فقال إن رسالة الإضراب: "المطالبة بوقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين".

وأوضح عودة: "لقد حاولنا جاهدين، كأمريكيين وكمسلمين وكعرب أمريكيين وكفلسطينيين، إيصال هذه الرسالة"، منبها إلى أن "الانتخابات ستأتي قريبا، بعد 11 شهرًا، ومع اقتراب التصويت بين الديمقراطيين والجمهوريين، أعتقد أن صوتنا سيُسمع". وختم بالقول: "إذا لم تصغوا إلينا، فستسمعون أصواتنا في صناديق الانتخابات".

وأودى العدوان الإسرائيلي على غزة، بحياة 18.205 مدنيين في غزة، أغلبيتهم من النساء والأطفال، و أسفر عن إصابة 49.645، منذ 7 أكتوبر الماضي.

وتزامنًا مع الإضراب العام في نيوجيرسي، شهدت الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، إضرابًا شاملًا، كما أعلنت الحكومة اللبنانية غلق جميع المكاتب والمؤسسات الحكومية.