تواصلت التنديدات في دول أمريكا اللاتينية، الفناء الخلفي للولايات المتحدة، بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، إذ وصف الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، القصف الإسرائيلي على مدينة دير البلح بقطاع غزة، بالممارسات النازية.
وقال بيترو، في تدوينة له عبر منصة "إكس" - تويتر سابقًا - أرفقها بمشاهد المنطقة التي تعرضت للقصف الإسرائيلي: "إنهم يقولون إن هذه ليست بنازية؛ قتل 5300 طفل وطفلة فلسطينية ممارسة نازية، رغم عدم إعجاب ضمير الغرب بهذه الحقيقة".
وسبق لبيترو أن وصف الغارات الإسرائيلية على غزة بـالنازية، وقال إن غزة تشهد إبادة جماعية، وكانت كولومبيا أول دولة في العالم تطرد السفير الإسرائيلي لديها بسبب العدوان على غزة.
وتزامنًا مع تغريدة الرئيس الكولومبي الأخيرة، قال نظيره الكوبي ميجيل ماريو دياز، إن غزة تشهد "إبادة جماعية"، منتقدًا الهجمات والغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي كلمة له أمس السبت، خلال المؤتمر الـ28 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، الذي تستضيفه الإمارات حاليًا، قال الرئيس الكوبي مخاطبًا الحضور: "أود أن أذكّركم بأنه وعلى بعد 2000 كيلو متر من هنا، أي في غزة، هناك إبادة جماعية تحدث"، منددًا "بالأعمال الإرهابية الممارسة ضد قطاع غزة".
وبداية الشهر الماضي، كتب الرئيس البوليفي لويس آرسي على مواقع التواصل الاجتماعي: "نرفض جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة. وندعم المبادرات الدولية الرامية لضمان دخول المساعدات الإنسانية، بما يتوافق مع القانون الدولي".
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت بوليفيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، لارتكابها جرائم ضد الإنسانية في عدوانها على قطاع غزة.
وفي السياق نفسه، أعلنت تشيلي سحب سفيرها من إسرائيل، احتجاجًا على عدوانها المتواصل على غزة، ووصفت وزارة الخارجية التشيلية العمليات الإسرائيلية في غزة بـ"عقاب جماعي" للسكان المدنيين.
وقال الرئيس التشيلي جابرييل بوريك: "لا يهمُّ مقدار ما تملكه الدولة من قوة، نحن بحاجة لأن تقف سياستنا الخارجية مع حقوق الإنسان وأن تدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة".
كما دعت دول أخرى مجاورة في أمريكا اللاتينية مثل المكسيك والبرازيل، في الآونة الأخيرة، إلى وقف إطلاق النار في غزة. وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا: "ما يحدث الآن هو جنون من رئيس وزراء إسرائيل الذي يريد محو قطاع غزة".
كما أدانت فنزويلا "جرائم الإبادة الجماعية" التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وجددت دعوتها للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والبحث عن حلولٍ فوريةٍ استنادًا لقرارات الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام.
ويفسر محللون الرفض المتزايد من قبل دول أمريكا اللاتينية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بأن شعوب تلك الدول ممزوجة من شعوب أصلية ومهاجرين، وكلاهما تعرض لحروب استعمارية أو حروب أهلية أو اضطهاد.
كما يرجع هذا الموقف إلى صعود الأحزاب اليسارية، صاحبة الموقف المتعاطف والمؤيد للحق الفلسطيني، في دول أمريكا اللاتينية، وتمثل قضية استعادة السكان الأصليين لحقوقهم أساسًا في الفكر اليساري، لأن الشعوب الأصلية في دول أمريكا اللاتينية تعرضت لمحاولات الإبادة، وهذا يتشابه بدرجة ما مع القضية الفلسطينية.
وعلى مدار عقود، حدثت موجات هجرة كبيرة من دول الشام العربية إلى أمريكا اللاتينية، إذ يوجد في دولة مثل تشيلي نحو 500 ألف مواطن على الأقل من أصلٍ فلسطيني، وتوجد شوارع سميت على أسماء مدن فلسطينية وفريق كرة قدم يحمل اسم فلسطين. كما يوجد فلسطينيون بشكل كبير ومؤثر، يشغل بعضهم مناصب حكومية ووظائف مهمة في البلديات.
وينطبق هذا الوجود أيضًا على البرازيل التي توجد فيها مدينة "فلوريانابوليس" جنوب البلاد، التي سميت تيمنا بمدينة "نابلس" الفلسطينية، وبها جالية عربية وفلسطينية قوية، وتوجد جالية لبنانية ضخمة في ولاية ساوباولو كذلك.