يعاني سكان قطاع غزة دمارًا وخسائر بشرية هائلة، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ شهرين، ووفقًا لتقارير دولية، فإن حجم الدمار وعدد الضحايا تجاوز بكثير ما شهدته بعض المدن الأوروبية، خلال الحرب العالمية الثانية. إذ دُمرت 60% من المناطق الحضرية في شمال قطاع غزة، و68% من مباني مدينة غزة، فيما بلغ عدد القتلى 18 ألفًا وعدد الجرحى 49 ألفًا، وتستخدم إسرائيل أسلحة عالية التدمير تفوق في بعض الأحيان ما استخدمه الحلفاء ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وفي تصريحات صحفية، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن حجم الدمار في قطاع غزة يفوق ما تعرضت له المدن الألمانية، خلال الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن 85% من سكان غزة أي ما يقارب مليوني فلسطيني أصبحوا الآن مشردين داخليًا، مضيفًا أن الرد العسكري الإسرائيلي تسبب في عدد لا يُصدق من الضحايا المدنيين، إذ تراوح عدد القتلى من المدنيين بين 60% و70% من إجمالي عدد القتلى.
ومنذ اندلاع العدوان الوحشي ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 18 ألفًا و205، في حين بلغ عدد الجرحى 49 ألفًا و645.
وفي السياق ذاته فندت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية تفاصيل الدمار الذي لحق بالقطاع المدمر والبنى التحتية والمرافق العامة والمباني السكنية في قطاع غزة، جرّاء العدوان الإسرائيلي الوحشي والمتواصل منذ شهرين، مشيرة إلى أن 60% من المناطق الحضرية في شمال قطاع غزة دُمّرت بالكامل، بما يفوق معدل ونسبة الدمار الذي لحق بمدن أوروبية كبرى، خلال الحرب العالمية الثانية على أيدي قوات الحلفاء.
ودُمّر 68% من مباني مدينة غزة عاصمة القطاع، مقابل 75% من المباني، التي دُمرت في مدينة هامبورج الألمانية، و61% من المباني في مدينة بولونيا الألمانية، و59% من مباني مدينة دريسدن.
ونقلت الصحيفة عن باحثين في جامعة ولاية أوريجون الأمريكية، أن 70% من المباني السكنية والعامة في قطاع غزة قد دُمّرت بشكل كامل وتام، إذ تهدم ما يزيد على 82 ألف مبنى سكني وعام، فيما تضرر أكثر من 105 آلاف مبنى آخر بأضرار بالغة وجسيمة.
ورأت فاينانشيال تايمز أن الخراب في المناطق المبنية الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لا يقل بل يفوق في أحيان كثيرة حجم الخراب والدمار للمباني والمنشآت المدنية التي شهدتها المدن الألمانية الثلاث المشار إليها إبان الحرب العالمية الثانية، خلال الفترة من 1943 وحتى 1945، التى سقطت عليها 7100 طن من المتفجرات من قاذفات الحلفاء مودية بحياة 25 ألفًا فقط من سكانها.
ورغم أن إسرائيل تواصل الإشارة باستخدامها لقذائف وصواريخ عالية ومتطورة الدقة، إلا أن حجم الدمار الذي خلّفته هائل ويفوق بكثير ما لحق تلك المدن الألمانية الثلاث، خلال الحرب العالمية الثانية، التي تعرضت آنذاك لقصف جوي مكثف ومدمر من قبل قاذفات الحلفاء، الذي أسفر عن مقتل 25 ألف مدني ألماني.
وتستخدم إسرائيل، وفقًا للصحيفة، أنواعًا من القذائف الموجّهة شديدة التدمير من طراز "إم 117" بأحجام مختلفة، تتراوح بين 500 رطل للمباني المتوسطة والصغيرة، و2000 رطل للمباني الضخمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الولايات المتحدة استخدمت مثل هذا النوع من القذائف سابقًا في حروبها بكوريا وفيتنام، تنفيذًا لاستراتيجية "المربعات المحروقة".
واستخدمت الولايات المتحدة تلك القذائف في مدينة الموصل العراقية عام 2003، وتتميز تلك القذائف بقدرتها على إحداث موجات ارتجاجية أرضية، تدمّر البنى التحتية والأنفاق وملاجئ القوات المعادية.