تواجه أوكرانيا والولايات المتحدة تحديات كبيرة في مسار الحرب ضد روسيا، إذ لم يحقق الهجوم المضاد الأوكراني نتائج مرضية، كما واجه البيت الأبيض صعوبات في تخصيص مزيد من المساعدات لأوكرانيا. وفي ظل هذه التحديات، باتت واشنطن تضغط على كييف لاعتماد استراتيجية دفاعية في العام المقبل، تعتمد على ميزانية أكثر تقشفًا.
ووفقًا لما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نقلًا عن مصادر في إدارة جو بايدن، فإن واشنطن تسعى إلى اتباع نهج دفاعي محافظ في العام المقبل، يتضمن القتال "بميزانية أقل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ذلك، يخطط الجنرالات الأوكرانيون وكبار المسؤولين الأوكرانيين لتحرك جريء إلى الأمام، وهو ما يعتقد نظراؤهم الأمريكيون أنه يعتمد على "توقعات غير واقعية"، بشأن مساعدة عسكرية مستقبلية ضخمة. وقال المتشككون لصحيفة "التايمز" إن كييف تريد قذائف مدفعية بكميات لا توجد في المخزونات الغربية.
وفي الوقت الذي تدفع فيه واشنطن كييف إلى تبني نهجها، قام الجنرال كريستوفر جي كافولي، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا، بدور أكبر في التعامل مع الأوكرانيين، حسبما ذكر التقرير، كما سيوجه البنتاجون اللفتنانت جنرال، أنطونيو أ. أجوتو جونيور، بعدة زيارات إلى كييف "للعمل بشكل مباشر أكثر مع القيادة العسكرية للبلاد لتحسين المشورة التي تقدمها الولايات المتحدة".
وتنظر موسكو إلى الصراع في أوكرانيا على أنه جزء من حرب بالوكالة تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا، وتعتقد أن واشنطن هي التي تتخذ كل القرارات الرئيسية فيها. وتصر الحكومة الأمريكية على أنها تزود كييف فقط بما تحتاجه للفوز، تاركة عملية صنع القرار للمسؤولين الأوكرانيين.
وتتبادل الولايات المتحدة وأوكرانيا اللوم؛ نتيجة الهجوم المضاد الذي استمر ستة أشهر، والذي سعت فيه كييف إلى استعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية، وأعلنت أن العودة إلى حدود ما قبل عام 2014 هي النتيجة الوحيدة المقبولة للصراع، وقدرت وزارة الدفاع الروسية خسائر كييف خلال الهجوم بأكثر من 125 ألف جندي و6000 سلاح ثقيل.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين يجادلون بأن أوكرانيا ليست بحاجة إلى استعادة الأراضي، بل تحتاج فقط إلى تحقيق "بعض الانتصارات الاستراتيجية والرمزية"؛ لتعزيز قوتها قبل أن "تستأنف الدعوات لمحادثات السلام لإنهاء الحرب حتمًا".
ولم تقدم الصحيفة أي فكرة عمّا إذا كان البيت الأبيض يعتقد أن كييف سيتعين عليها في نهاية المطاف قبول التنازلات الإقليمية لروسيا، وأشار السيناتور الجمهوري، جي دي فانس، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إلى أن هذا هو الحال، موضحًا أن "لا أحد يعتقد فعليًا" أن كييف ستحقق هدفها المعلن، وأنه لا ينبغي لواشنطن أن تكتب "المزيد من الشيكات الفارغة" لدعم هذا الطموح.
وفي الأسبوع الماضي، نجحت معارضة الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي في عرقلة طلب البيت الأبيض الحصول على أكثر من 110 مليارات دولار لتمويل الأمن الأجنبي، بما في ذلك أوكرانيا.