لجأ الجيش الأوكراني إلى سلاح جديد في الهجوم على القوات والأهداف الروسية، مع تراجع الدعم العسكري الغربي.
وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن مجموعة من الجنود الأوكرانيين مكونة من 4 أفراد، يقومون بربط القنابل اليدوية ومدافع الهاون القديمة بطائرات بدون طيار صغيرة "درونز" يتم شراؤها عبر الإنترنت، واستخدام سماعات الواقع الافتراضي لتوجيهها إلى الأهداف الروسية.
ووصفت الشبكة تلك الوسيلة الهجومية بأنها "فعّالة بقدر ما هي رخيصة"، وقالت: "في كوخ قديم متهالك، ليس بعيدًا عن مدينة خيرسون ونهر دنيبرو، تعوض فرقة "ساموسود" التابعة للحرس الوطني الحادي عشر، مماطلة الولايات المتحدة في تقديم المساعدات لأوكرانيا، ببراعة منخفضة الميزانية، بتوجيه درونز متفجرة على أهداف روسية على الجانب الآخر من نهر دنيبرو".
وتمكنت الشبكة من الوصول إلى واحدة من العشرات من فرق "الدرونز" من نوع (فيرست بيرسون فيو) في أوكرانيا، على طول ضفة النهر خارج مدينة خيرسون، لمراقبة الهجمات التي تشنها هذه التكنولوجيا البدائية، ولكنها غيرت قواعد اللعبة.
وسخرّت كل من أوكرانيا وروسيا قوة هذه الوحدات المتنقلة ذات التكلفة المعقولة، والتي يمكنها توجيه حمولات من القنابل الخفيفة إلى الأسلحة الحرارية إلى مشاة العدو أو مواقعه أو دروعه، مما يحدث تأثيرًا مدمرًا.
تبلغ مساحة غرفة عمليات فرقة "الدرونز المتفجرة" حوالي 15 مترًا مربعًا، وتحتوي على صناديق وأكياس بلاستيكية من الذخائر، وأكوام متعددة من هياكل الطائرات بدون طيار والمراوح، وشاشة تلفزيون كبيرة، وزوجين من النظارات الواقية، التي تستخدم بشكل أكثر شيوعًا في الألعاب.
وقال أحد الطيارين لـ"سى. إن. إن": "لقد كانت لدينا أيام مزدحمة للغاية، وقمنا بإطلاق طائرات بدون طيار يتراوح حجمها بين 15 و20 بوصة، لديّ 10 دقائق بين الرحلات الجوية للراحة".
وينطلق فريق "الدرون المتفجرة" على طول الطريق السريع الرئيسي عبر النهر، حيث تعمل المركبات العسكرية الروسية فقط، وعادةً ما يكون ذلك في الليل. وقال قائد الفريق: "إنهم يدركون التهديد الذي نشكله"، مُضيفًا أن القوات الروسية نتيجة لذلك حدت من تحركاتها في وضح النهار عبر مساحة واسعة من الجبهة.
وتحلق "الدرون المتفجرة" فوق أرض قاحلة من الرمال والأشجار المتساقطة والخنادق. ولا يوجد هدف حقيقي مرئي، لذلك اختار الفريق إقامة نقطة تفتيش على الطريق، والتي يقولون إنها مأهولة دائمًا.
وتنحرف الطائرة بدون طيار وتدور ثم تتأرجح داخل القماش المشمع الأخضر الخاص بهدفها، تتحول الشاشة إلى حالة ثابتة ثم إلى اللون الأزرق.
ولجأ الأوكرانيون إلى "الدرونز المتفجرة" كوسيلة هجومية زهيدة التكلفة، في وقت يصل إجمالي أموال المساعدات المتبقية لأوكرانيا للحرب ضد روسيا إلى أقل من مليار دولار. وتوقفت المساعدات الإضافية مع انقسام الكونجرس الأمريكي بشأن الموافقة على تقديم 61 مليار دولار أخرى لأوكرانيا.
وكانت وحدة "فيرست بيرسون فيو" مدركة تمامًا للتحديات التي ستواجهها حربها دون التمويل الأمريكي المستمر، إذ يتم تمويلها من قبل المتطوعين، ويقول أحد أفرادها بينما كان يضع متفجرات بلاستيكية في الرأس الحربي للقذيفة الصاروخية، قبل أن يربطها بالدرون: "أعتقد أن الأمر سيكون صعبًا للغاية دون مساعدة أمريكية، إمداداتنا تنفد أيضًا، لذلك نحن بحاجة إليها".
وتبلغ تكلفة خمس طائرات بدون طيار نفس تكلفة قذيفة مدفعية واحدة –نحو 3000 دولار– وفقًا لقائد الفريق، الذي أضاف أن القذائف غالبًا ما تكون غير دقيقة، وفق "سي. إن. إن".