منذ ما يقرب من عامين، على الحرب الروسية الأوكرانية، استمدت فيها كييف قوتها من خلال الدعم الغربي، ضد عمليات موسكو التي دارت رحاها منذ الرابع والعشرين من فبراير 2022، إلا أن كييف باتت تستشعر الخطر من نقص الدعم الغربي في الآونة الأخيرة.
ومن المرجح أن أوكرانيا فقدت الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد أهم داعم مالي، وخاصة بعد أن وجهت واشنطن طاقتها أخيرًا في توجيه دعمها لإسرائيل في حربها العدوانية على غزة، بحسب مجلة "دير شبيجل".
انقسام البرلمان الأمريكي
وينقسم البرلمان الأمريكي حول مسألة ما إذا كان ينبغي الاستمرار في دعم أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، فقد تعاني حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن من عدم القدرة على مواصلة دعم أوكرانيا بالنسق والنهج نفسه الذي كانت عليه سابقًا.
ويرغب الرئيس الأوكراني، أن يطلب شخصيًا من مجلس الشيوخ الأمريكي المزيد من الدعم، خشية تأثر قواته على أرض الميدان، وخاصة مع الاعتراف الضمني بفشل الهجوم المضاد ضد موسكو.
ويرغب زيلينسكي في توضيح الحاجة الملحة لتقديم المزيد من المساعدات الأمريكية لبلاده، من خلال عقد لقاء عبر الفيديو مع أعضاء مجلس الشيوخ.
موقف حرج لأوكرانيا
من جانبها قالت شالاندا يونج، مديرة مكتب الميزانية الوطنية بالبيت الأبيض، في رسالة وجهتها إلى القيادة في مجلسي الكونجرس، إنه إذا لم يتحرك البرلمان، فلن يكون لدى الحكومة أي أموال في نهاية العام لشراء المزيد من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا أو تسليم المعدات من مخزوناتها العسكرية إلى كييف.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد طلب بالفعل حزمة ضخمة بقيمة مليار دولار من الكونجرس في أكتوبر الماضي، التي توفر من بين أمور أخرى أموالاً جديدة لأوكرانيا.
ولا يزال موقف المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا محظورًا بسبب النزاع السياسي الداخلي بين الديمقراطيين والجمهوريين في البرلمان الأمريكي، بعد ما أعرب عدد متزايد من الجمهوريين عن شكوكهم بشأن دعم أوكرانيا أو رفضها تمامًا، إذ لا تحتوي الميزانية المؤقتة التي تم إقرارها أخيرًا على أموال جديدة لأوكرانيا.
هجوم مكثف لروسيا
وعلى الأرض في أوكرانيا، يتعين على الجيش حاليًا صد المزيد من الهجمات الشرسة من المشاة والمدفعية والقوات الجوية الروسية على الجبهة في شرق وجنوب البلاد.
وتركزت الجهود الروسية الرئيسية منذ أسابيع على بلدة أفدييفكا الواقعة على خط المواجهة في دونباس، القريبة من دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وتم تسجيل 15 هجومًا روسيًا في أفدييفكا والمنطقة المحيطة بها.