رئاستي معهد الفنون المسرحية لم يأخذني من التمثيل
أجري تحضير عدة مشروعات فنية.. وشغوف بدخول الساحة المصرية
هذه حقيقة وجود جزء ثالث من مسلسل "الحرملك"
"عروض من الذاكرة" تمثل إعادة تقديم مسرحيات لفنانين أصبحوا نجوما الآن
يمثل الفنان السوري تامر العربيد واحدًا من نجوم الدراما السورية، إذ يمتلك باعًا طويلًا لأكثر من 40 عامًا في العمل المسرحي والتليفزيوني، بجانب ترؤسه لمعهد الفنون المسرحية حاليًا، فهو يجمع بين العمل الأكاديمي والتمثيل والإخراج، ليقدم العديد من التجارب الفنية المميزة.
الفنان السوري تطرق في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية"، إلى تجربته في الجمع بين العمل الأكاديمي والتمثيل، والمشروعات الجديدة التي يجري التحضير لها، ومدى تأثير الحرب السورية على الفن، وحقيقة وجود جزء ثالث من مسلسل "الحرملك"، كما كشف عن عزمه استضافة الفنان المصري محمد صبحي بملتقى الإبداع في دمشق عام 2024، معبرًا عن شغفه وحبه للفن المصري، الذي قال عنه: "نحن تربينا على الفن المصري، وأي فنان عربي يكون شغوفًا بالعمل فيها"، وتفاصيل أخرى تحدث عنها في هذا الحوار:
للمرة الثانية تترأس المعهد العالي للفنون المسرحية.. فحدثنا عن الجمع بين العمل الأكاديمي والتمثيل وهل أخذك العمل الإداري من الفن؟
العمل الأكاديمي له خصوصيته، وأنا ممثل وخريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وقدمت كمخرج الكثير من العروض، بالإضافة إلى العروض الأكاديمية بالمعهد، وجمهور المسرح السوري يتذكر جيدًا عروض مثل" السمرمر"، و"حلاق بغداد"، و"العين والمخرز"، و"أبواب وشبابيك وأسرار"، وغيرها من العروض.
العمل الأكاديمي لم يأخذني من الفن، ولكنني أُعطي وقتًا أقل للمسرح، وأحاول التنسيق بقدر الإمكان، وأحرص على أن يكون لي أعمال على الشاشة والمشاركة بالدراما، لأن العمل الأكاديمي يأخذ وقتًا كبيرًا مني، وأحيانًا يكون سببًا في قلة الأعمال، والعمل الإداري يدخل في صلب العمل الفني من خلال متابعة الإنتاج الإبداعي، بالإضافة إلى عملي بالتدريس.
حدثنا عن الأعمال الجديدة التي تحضر لها حاليًا؟
أجرى التحضير لعمل مسرحي سيعرض في شهر مارس المقبل، وبالنسبة للدراما هناك عدة عروض فيها، حيث أُجري التعاقد على المشاركة في عملين بموسم رمضان، وأفضل الإعلان عنهما بعد بدء التصوير منتصف ديسمبر الجاري، والعمل المسرحي هو اهتمامي بالدرجة الأولى لإعداد جيل مسرحي، وأيضًا من خلال العمل الأكاديمي نُجري التحضير لملتقي الإبداع في دمشق، والذي أصبح علامة فارقة على الصعيد المحلي والعربي، والذي استضاف العديد من الأسماء البارزة عربيًا، مثل الفنانة الكبيرة نضال الأشقر من لبنان، وصاحبة مشروع مسرحي كبير، والسيدة منى واصف، والنجم العالمي غسان مسعود، والفنان تيم حسن، باسم ياخور وغيرهم من الأسماء التي حلّت ضيوفًا على ملتقى الإبداع خلال السنوات الماضية.
ونُجري حاليًا التحضير لإطلاق مجموعة من العروض المسرحية التي قدمها المعهد سابقًا، وستكون تحت عنوان "عروض من الذاكرة"، فهناك كثير من الأسماء أصبحوا نجومًا وهي عروض استعادية لتجارب مسرحيين مروا في تاريخ المعهد العالي بالإضافة إلى النادي السينمائي، وبالتأكيد عملي الأكاديمي لن يمنعني من التفكير في أنشطة فنية ضمن اهتماماتي وشغفي بالعمل المسرحي.
ما الجديد الذي يحمله ملتقى الإبداع في سوريا؟
ملتقى الإبداع يستضيف نجوم وأصحاب تجارب قدوة في المسرح والفن ليقدمها لطلاب المعهد، ويفتح حوارًا بمسرح سعد الله ونوس ويعقد ورش عمل للتعرف على تجربة ضيوفه، فهو حدث مهم في المشهد الثقافي السوري، وملتقى الإبداع من أهم النشاطات التي يعمل عليها المعهد، وأجرينا مفاوضات مع الفنان محمد صبحي لحضور ملتقى الإبداع، إذ كان من المقرر أن يحضر في شهر مايو الماضي ولكن ظروف انشغاله بالمسرح منعته من ذلك، ولكننا على تواصل دائم معه ليكون ضيف شرف ملتقى الإبداع في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، في عام 2024.
رغم ما حققته من شهرة في سوريا.. لماذا لم تخض تجربة المشاركة بالساحة المصرية؟
كل فنان عربي شغوف بالفن يكون مهتمًا بالحضور في أعمال مصرية، لما تتمتع به مصر من فن وعراقة، فنحن تربينا على الفن المصري، إذ كان لها أثر كبير على ذائقتنا الإبداعية، ولذلك أنا كنت حاضرًا بأعمال مشتركة في مصر، والتي تعود لاعتبارات تحكمها طبيعة الأعمال والفرص، وربما في آخر لزيارة لي بمصر في مهرجان المسرح التجريبي وأكاديمية الفنون، وكان هناك اتفاقيات لعقد شراكات بين معهدي الفنون المسرحية في دمشق ومصر، وبالنسبة للدراما المصرية فأنظر لها بكل التقدير، ووجود تعاون بها فهذا شيء يشرفني، ولكن أتركها للفرصة وللزمن ولطبيعة الأعمال التي تعرض على، وسأكون سعيدًا للمشاركة بالساحة المصرية.
كيف ترى الحركة المسرحية في سوريا حاليًا؟
بحكم أنني مسرحي بالدرجة الأولى، وأحيانًا يقال إنني متعصب لهذا الفن، وأؤكد أنه يستحق أن نكون متشددين له، لما يلعبه من دور في بناء المجتمعات، فهو فن راقٍ ويعكس حضارة الشعوب، وأهمية الارتقاء بذائقتنا الإبداعية.
والحركة المسرحية في سوريا ما زالت تحافظ على حضورها، ربما السنوات العشر أو الـ12 الماضية الظروف كانت غير صحية والحرب التي شُنّت على سوريا أثرت كثيرًا، والمسرح كان مثل غيره من الفنون، ولكن حدث عودة الشباب للمسرح خلال فترة الأزمة في سوريا، وحالة حراك باتجاه المسرح، والفترة المقبلة ستشهد عروضًا إبداعية شبابية، وأن تتسع الفرص أمام المسرحيين والخريجين لعرض تجاربهم، لأن المسرح هو المتسع لتقديم عروضهم الجديدة، المسرح السوري حاضر عربيًا وتواجده بالمهرجانات العربية أكبر دليل على ذلك.
كيف ترى عودة الدراما السورية للمنافسة مرة أخرى؟
استطاعت الدراما السورية أن تحجز لنفسها مكانًا مهمًا في المشهد الدرامي العربي، وما يميزها هو تنوعها ولذلك تنتظرها الشاشات، وهو ما يؤكد وجود نص ومخرج وممثل جيد، والحديث عن الدراما السورية يعيدنا إلى أن صناعها خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وهم من أهم الممثلين على الساحة العربية.
الدراما السورية مرت بخط بياني متصاعد فرض نفسه في فترة من الفترات، وعندما جاءت الأزمة أثرت بشكل أو بآخر، وحدث نوع من الركود وتأثرت الكثير من الأعمال وخسرت فرص التمويل التي لعبت دورًا في فترة من الفترات، وعودة الدراما السورية ليس كمًا ولكن كيفًا ونوعًا وحضورها كمنافس مهم على الشاشات العربية، فهي عودة موفقة وتستحق الاحترام وهي تمتلك كل المقومات.
برأيك ما الأثر الذي تركته الحرب السورية على المسرح؟
أينما تحل الحرب تترك آثارًا سواءً على صعيد الفن والإنسانية، وهي أمر غير مرحب به في أي مكان بالعالم، والحرب التي شُنّت على سوريا والأزمة التي مرت بها كانت شديدة التأثير والحرب التي فرضت عليها والإرهاب الذي تعرضت له والثمن الذي دفعناه كان كبيرًا، ولكن تجاوزنا هذه الأزمة وتعافينا لتستعيد البلد ميزاتها وإمكانياتها والفن أحد الدلالات التي تعكس تعافي البلد، الحرب أثرت على المسرح لأنه يحتاج إلى ظروف صحية وتأمين الإمكانيات وأجور الممثلين ومستلزمات العرض وأثرت على المسرح مثلما أثرت على باقي الفنون، وهذه الأزمة ستكون حافزًا للكتاب من خلال الدفع بكثير من الأعمال التي تعكس تأثيراتها، ونشعر الآن ببداية التعافي وتجاوز آثار وانتكاسات هذه الأزمة ومشكلاتها، وأنا متفائل بالأيام المقبلة، والتي نلمسها بالاهتمام بالشأن الثقافي، وعودة مهرجان دمشق المسرحي وعقد توأمة مع مهرجان قرطاج المسرحي، فأثر الأزمة كان واضحًا ولكن نتلمس تعافي الفن شيئًا فشيئًا.
حقق مسلسل "الحرملك" نجاحًا كبيرًا وكنت واحدًا من أبطاله.. فهل هناك نية لتقديم جزء جديد؟
مسلسل "الحرملك" من أهم الأعمال واستقطب نجومًا من الوطن العربي، وكان هناك مشاورات حول تقديم جزء جديد من المسلسل ولكن تأجل ذلك، بعد أن حقق العمل نجاحًا كبيرًا في الجزأين السابقين.