الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السوري جهاد سعد: "وجوه" عرض مؤلم يبرز تأثير الحرب على الحياة

  • مشاركة :
post-title
جهاد سعد

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

 تتعدد مواهب الفنان السوري جهاد سعد، ما بين التمثيل والتأليف والإخراج، ومسرحية "وجوه" تجربته الإخراجية التي بدأ عرضها أمس في سوريا، وتدور أحداثها في مسقط رأسه باللاذقية.

يشير جهاد سعد إلى أن العرض المسرحي الذي ينتمي إلى نوعية المونودراما، مأخوذ من الواقع ويعيد إحياء شخصيات على خشبة المسرح بعد رحيلهم لسنوات طويلة، ويقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "تدور أحداث المسرحية حول مجموعة وجوه واقعية لعدد من الشخصيات العامة من الشعراء والمثقفين الذين سطروا الحركة المسرحية الفنية والثقافية في مدينة اللاذقية التي تمثل مسقط رأسه". 

العرض المسرحي وجوه

"وطني يا مالك حبك قلبي.. وطني يا وطن الشعب العربي.. يا اللي ناديت بالوحدة الكبرى.. بعد ما شفت جمال الثورة"، بكلمات أوبريت "وطني حبيبي" الذي شارك فيه كبار نجوم ستينيات القرن الماضي، اختار جهاد سعد أن يختتم المسرحية بهذا النشيد الوطني، إذ يقول: "نتطرق في العرض المسرحي الذي توليت إعداده بينما قام السيناريست أحمد قشقارة بتأليفه، الفترة التي عاش فيها مجموعة من الشعراء والمثقفين البارزين في سوريا قبل رحيلهم، إذ نستحضر هذه الشخصيات وعمل حوارات مباشرة معهم على خشبة المسرح".

يؤكد "سعد" الذي يقف مخرجًا في هذا العرض بعيدًا عن كونه ممثلا بارزًا، أن العرض يحمل العديد من الدلالات عن مرحلة مهمة انطوت في سوريا واللاذقية والتأثير المختلف للثقافة آن ذاك عن الموجودة حاليًا، مضيفًا أن العرض عقب استحضار الشخوص على خشبة المسرح، يدخل في مستوى آخر محلي وشعبي عن الروح العامة التي كانت موجودة في اللاذقية والحارات الشعبية بكل ما تحتويه من العمال في الميناء والفلاحين وتجسيد الشخصيات الواقعية الموجودة حتى الآن.

لم تكن واقعية العرض من استحضار شخصيات حقيقية على خشبة المسرح، ولكن إلقاء الضوء على قضية مهمة عانت منها سوريا وتتمحور حول تأثير الحرب السورية على المجتمع، يقول عنها: "أضفت الحرب بظلالها على المجتمع السوري، ولذلك يناقش العرض المسرحي تأثير الحرب في سوريا على العلاقات والحب والحياة بشكل عام، إذ أن العرض يؤكد أن الحب وحده يجعلنا ننتصر على الحياة.

يضيف جهاد سعد: "يتطرق العرض أيضًا إلى هجرة السوريين بسبب الحرب، وغياب أبناء البلد عنها وهجرتهم للخارج، إذ إن هناك 9 ملايين سوري منتشرون في كل أنحاء العالم سواء في مصر الحبيبة أو أوروبا وأمريكا وكل بقاع الأرض".

يشير "سعد" إلى أن العرض مؤلم وقاسٍ على النفس ولا يخلو من بعض الفقرات الكوميدية، ويلقي الضوء على الأحياء الشعبية بعلاقتها وطيبة الإنسان، فالعرض خليط بين هؤلاء المثقفين الذين رحلوا عن عالمنا وتركوا أثرًا للأجيال وبين الواقع السوري في اللاذقية في هذه الفترة الحالية مقارنة بما حدث في السابق، وإلقاء الضوء على الهجرة، وينتهي العرض بلمسة حزينة عن الهجرة والمهاجرين وأن الإنسان عليه أن يظل في وطنه رغم كل الظروف.