دحضت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، زيف رواية إعلام الاحتلال الإسرائيلي، بشأن الصور التي رصدت اعتقال فلسطينيين في قطاع غزة وتجريدهم من ملابسهم، زاعمًا أنهم مقاتلون بالمقاومة الفلسطينية، إذ أكدت الصحيفة البريطانية أنه تم التعرف على العديد من المدنيين، وكان من بينهم صحفي.
وأظهر مقطع الفيديو والصور، التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، عشرات الرجال، مقيدين ومعصوبي الأعين، وقد جُردوا من ملابسهم في عدة أماكن عامة، وفي مقطع آخر ظهر رجال شبه عراة يتم نقلهم في مركبة عسكرية.
الكشف عن مدنيين
وقال هاني المدهون، الذي يعمل في مؤسسة خيرية أمريكية تعمل على جمع الأموال لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، "الأونروا"، إنه تعرف على شقيقه محمود، صاحب متجر، في أحد مقاطع الفيديو.
وأوضح "المدهون" الذي يعيش في فيرجينيا، "تعرفت عليه على الفور، وتعرفت على المنطقة على أنها نفس المنطقة التي كانوا يحتمون بها"، مضيفًا أن أخته تعرفت على ابن أخيه عبود البالغ من العمر 27 عامًا، والذي كان مكتظًا بمجموعة من الرجال في الجزء الخلفي من شاحنة عسكرية. كما تم اعتقال والد المدهون وابن أخيه عمر البالغ من العمر 13 عامًا، وفقًا لـ"ذا جارديان".
صحفي بين المعتقلين
وذكرت إحدى الصحف العربية إن مراسلها ضياء الكحلوت كان من بينهم، وقالت المؤسسة الإخبارية في بيان لها، إنه تم اعتقاله مع إخوته وأقاربه ومدنيين آخرين في شارع السوق ببيت لاهيا شمال غزة، ثم أجبروا على تجريدهم من ملابسهم وتفتيشهم وإهانتهم قبل أن يتم اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
ودعت لجنة حماية الصحفيين إلى إطلاق سراحه، وقال حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في لندن، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إن "الصور تعكس أحلك فترات تاريخ الإنسانية".
استنكارات للعمل الإجرامي
من جهتها، قالت حنان عشراوي، وهي سياسية فلسطينية، على موقع إكس، إن الحادث كان "محاولة سافرة لإذلال وإهانة الرجال الفلسطينيين، إذ تم تجريدهم وعرضهم مثل جوائز الحرب".
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء صور الرجال الفلسطينيين شبه عراة عرضهم الجيش الإسرائيلي في غزة، مضيفة أن جميع المعتقلين يجب أن يعاملوا بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.
وقالت جيسيكا موسان، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان: "نؤكد بقوة على أهمية معاملة جميع المحتجزين بإنسانية وكرامة، وفقاً للقانون الإنساني الدولي".
تضارب روايات الاحتلال
كانت هناك تقارير متضاربة حول مكان تصوير الصور. وزعم متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن الصورة كانت بالقرب من جباليا والشجاعية، حيث يدور قتال عنيف في الشوارع بين المقاومة وقوات الاحتلال.
في حين صرح متحدث باسم المقاومة إن الصور كانت من بيت لاهيا، وإن الرجال المحتجزين تم جمعهم في مدرستين تابعتين للأمم المتحدة تستخدمان كملاجئ، مستندًا إلى لافتة تعريفية لمتجر في إحدى الصور.