تواجه رئيسة جامعة بنسلفانيا، ليز ماجيل، انتقادات لاذعة بسبب تصريحاتها في جلسة استماع بمجلس النواب الأمريكي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، حول معاداة السامية، وبلغت الانتقادات حد دعوتها للاستقالة، إلى جانب سحب المانحين تبرعاتهم للجامعة.
وبحسب سي إن إن، هدد روس ستيفنز، الرئيس التنفيذي لوول ستريت، باسترداد تبرع قيمته 100 مليون دولار، وهو ما دعا مجلس أمناء الجامعة لعقد اجتماع طارئ، أمس الخميس، ليطلب مجلس كلية وارتون للأعمال التجارية في بنسلفانيا، من ماجيل الاستقالة، بعد شهادتها في جلسة استماع الكونجرس حول معادة السامية الثلاثاء الماضي، في وقت يُلقي العدوان الإسرائيلي على غزة بظلاله على حرية التعبير في الجامعات الأمريكية.
وواجهت "ماجيل" تمردًا من مجلس مستشاري وارتون، وتحالفًا متزايدًا من المانحين والسياسيين وقادة الأعمال الذين استنكروا شهادتها.
وقالت ماجيل، خلال شهادتها بالكونجرس، إن الدعوة لإبادة اليهود لا تنتهك قواعد سلوك جامعتها إلا بحسب السياق الذي تأتي به، ولم تقل صراحة بأن الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود من شأنها أن تنتهك بالضرورة قواعد السلوك الخاصة بهم بشأن التنمر أو التحرش.
وتعرضت ماجيل بالفعل لانتقادات من الجهات المانحة البارزة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين قبل جلسة الاستماع يوم الثلاثاء بعد حوادث متعددة زُعِم أنها تعادي السامية في الحرم الجامعي.
المانحون يهددون
ودعت إحدى الجهات المانحة الرئيسية ماجيل للاستقالة وهددت بإلغاء الأسهم، ما يكلف الجامعة 100 مليون دولار إذا لم تستقل.
وقال "ستيفنز"، أحد خريجي جامعة بنسلفانيا والرئيس التنفيذي لشركة Stone Ridge Holdings، إن لديه أسبابًا واضحة لإلغاء ما قيمته 100 مليون دولار من الأسهم في شركته التي تمتلكها حاليًا شركة Penn.
تابع: "في غياب أي تغيير في القيادة والقيم في بنسلفانيا في المستقبل القريب جدًا، أخطط لإلغاء أسهم بنسلفانيا في ستون ريدج للمساعدة في منع أي ضرر آخر لسمعة ستون ريدج وغيرها من الأضرار الأخرى نتيجة لعلاقتنا مع بنسلفانيا وليز ماجيل".
فيما قال مجلس مستشاري وارتون: "نتيجة للمعتقدات المعلنة لقيادة الجامعة والفشل الجماعي في التصرف، يقترح مجلس إدارتنا بكل احترام عليكم وعلى مجلس الأمناء أن الجامعة بحاجة إلى قيادة جديدة بأثر فوري"، وذلك في رسالة مباشرة إلى ماجيل.
وجاء في الرسالة: "في ضوء شهادتك أمس أمام الكونجرس، نطالب الجامعة بتوضيح موقفها فيما يتعلق بأي دعوة لإلحاق الأذى بأي مجموعة من الأشخاص على الفور، وتغيير أي سياسات تسمح بمثل هذا السلوك بأثر فوري، وتأديب أي مخالفين على وجه السرعة".
واتخذ المجلس قرارات لتغيير قواعد السلوك في بنسلفانيا، لتنص على أنه لا يجوز للطلاب أو أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين "الدعوة إلى قتل أو إبادة أي زميل أو أي مجموعة من الأفراد في المجتمع".
وأدان حاكم ولاية بنسلفانيا الديمقراطي، جوش شابيرو، تصريحات ماجيل قائلًا إنها "أخفقت في التصرف بوضوح أخلاقي، داعيًا المجلس للتعامل مع الأمر، ووصف شهادتها بـ"المخزية".
ودعا السفير الأمريكي السابق جون هانتسمان، مساء الخميس، مجلس الأمناء إلى إقالة ماجيل.
ووصف جوناثان جرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، الشهادة بأنها "كارثية وواضحة"، وقال إن محاولة ماجيل لتصحيح شهادتها "بدت وكأنها فيديو رهينة، كما لو كانت تتحدث تحت الإكراه".