الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معاداة السامية.. "وسيلة إلهاء" عن مجازر الاحتلال في غزة

  • مشاركة :
post-title
مسيرة مناهضة لمعاداة السامية في فرنسا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة المحاصر لليوم الـ40 على التوالي، تجتاح موجة جامحة من المسيرات المناهضة لـ"معاداة السامية" عددًا من الدول الغربية -حليفة إسرائيل- لا سيما الولايات المتحدة.

ومنذ بدء العدوان على غزة، 7 أكتوبر الماضي، ارتكب جيش الاحتلال عشرات المجازر وخلّف القصف المتواصل على القطاع المُحاصر دمارًا واسعًا، إذ سويت أحياء كاملة بالأرض، واستشهد 11 ألفًا و240 فلسطينيًا من بينهم 4630 طفلًا و3130 امرأة، إضافة إلى إصابة 29 ألفًا آخرين.

ورغم ذلك، لم تلتفت الآلة الإعلامية الغربية، إلى جرائم الاحتلال في غزة، وبدلًا من ذلك سلّطت الضوء على المسيرات المناهضة لـ"معاداة السامية"، التي خرجت في عدد من الدول الغربية الكبرى، لا سيما فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، وهو ما اعتبرها فيليب جيرالدي، المسؤول السابق في وكالة المخابرات الأمريكية المركزية "سي. أي. إيه"، محاولة مكشوفة لإلهاء العالم عما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجازر ومذابح في قطاع غزة.

وفي أوروبا وأمريكا يعتبرون تأييد فلسطين والمطالبة بوقف المجازر ورفض العدوان والإجرام الصهيوني معاداة للسامية، وتحت عنوان "الإبادة الجماعية في غزة مستمرة. إسرائيل وحش جامح يعرضنا جميعًا للخطر"، يقول جيرالدي، في مقال نقله موقع "جلوبال ريسيرش" الأمريكي: "إن الهدف من إثـارة قضية "معاداة السامية" إبعاد القارئ عن أي تصور بأن إسرائيل العنصرية تعرضت للهجوم بسبب سلوكها الوحشي البشع تجاه الفلسطينيين على مدى 76 سنة مضت، بل كانت بدلًا من ذلك ضحية لإرهابيين أشـرار يكرهون اليهود".

وأضاف: "بهذه الطريقة، تتوارى المسؤولية الإسرائيلية، ويحصل نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفون على تصريح مفتوح للقيام بكل ما يريدون لحل مشكلتهم مع العرب. وقد عبروا عن حلمهم بإقامة إسرائيل دون أي فلسطينيين".

في الولايات المتحدة، كانت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، رائدة في نشر مقابلات وتقارير تشير إلى رعب الطلاب اليهود من التهديدات الضمنية والصريحة من خـلال الغضب المعادي للسامية بالجامعات وأماكن أخرى، لدرجة أنهم توقفوا عن تناول الطعام في قاعات الطعام الجامعية لئلا يصبحوا هدفًا لشخص مجنون.

وهناك دعوات لمنع التجمعات التي تتعاطف مع الفلسطينيين، أو حتى التلويح بالعلم الفلسطيني، ويشيع التذمر من تصاعد معاداة السامية في وسائل الإعلام.

وقال جـيـرالـدي: "إنه مجرد مثال آخر على مدى الانحطاط وحتى اللا إنسانية التي وصلت إليها سياستنا عندما تكون إسرائيل متورطة بأي شكل من الأشكال، لكن المثير للاهتمام أن العديد من الدول الغربية حليفة إسرائيل تعمل على إسكات منتقدي مذابح الاحتلال في قطاع غزة، بطردهم من وظائفهم".

وتعليقًا على التهديدات الإسرائيلية بضرب غزة بالقنبلة النووية، قال جيرالدي: "ربما نكون على حافة حرب نووية ثانية يمكن تجنبها، وقد أساء التعامل معها جو بايدن والحمقى الذين اختارهم لنصحه، قليل من الأمريكيين يعرفون أن إسرائيل لم تكن لتمتلك أسلحة نووية لولا أنها سرقت اليورانيوم المخصب وأجهزة إطلاق الصواريخ من الولايات المتحدة بالتعاون مع رجل الصناعة اليهودي زاملان شابير، ومنتج هوليوود اليهودي الإسرائيلي أرنون ميلشان، لكن الحكومة الأمريكية لم تحاسب أي منهم بشكل جدي".

ويستطرد: "إذن، أمامنا إسرائيل لديها ترسانة نووية سرية لا يمكن لمسؤول أمريكي أن يذكرها، وهي حاليًا في حرب، ومستعدة نظريًا لاستخدام الأسلحة، على الأرجح ضد عدو لدود مثل إيران، وإذا تم تهديدها ستستخدمها لتدمير العالم".