الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تهم جنائية تاريخية.. الولايات المتحدة تقاضي 4 جنود روس بموجب قانونها لجرائم الحرب

  • مشاركة :
post-title
وزارة العدل الأمريكية

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

وجّهت الولايات المتحدة لأول مرة على الإطلاق، تهمًا بارتكاب جرائم حرب ضد أحد مواطنيها بالخارج، واتهمت أربعة عسكريين روس بالإقدام على تعذيب مواطن أمريكي وتهديده بالقتل في عملية إعدام وهمية، في نطاق الحرب الروسية في أوكرانيا. ولم تعلق روسيا على الأمر حتى كتابة التقرير.

وأعلن المدعى العام الأمريكي، مريك جارلاند، اليوم الأربعاء، توجيه وزارة العدل أول تهم على الإطلاق بموجب قانون جرائم الحرب الأمريكي ضد أربعة عسكريين روس لارتكابهم جرائم بشعة ضد مواطن أمريكي.

في مؤتمر صحفي، انعقد صباح اليوم، في واشنطن، قال "جارلاند" إن وزارة العدل الأمريكية شهدت "أهوال الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا" كما شهده العالم، مضيفًا "ولهذا السبب، وجّهت وزارة العدل أول تهم على الإطلاق بموجب قانون جرائم الحرب الأمريكي ضد أربعة أفراد عسكريين تابعين لروسيا لارتكابهم جرائم بشعة ضد مواطن أمريكي". بحسب ما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.

وعقد المدعى العام الأمريكي عزمه، مشددًا: "ستعمل وزارة العدل بقدر ما يلزم لتحقيق المساءلة والعدالة في الحرب العدوانية الروسية". بحد قوله.

مَن هم؟

وكشف المُدعى العام عن أسماء الجنود الروس الأربعة، وهم "سورين سيرانوفيتش مكرتشيان، وديمتري بودنيك"، واثنان آخران قالت وزارة العدل إنها لا تعرف اسميهما الأخيرة، وأن لديها الاسمين الأولين "فاليري" و"نازار"، بحد زعمها.

لائحة الاتهام

وتتهم وزارة العدل الأمريكية الجنود الروس الأربعة بإقدامهم على "احتجاز غير قانوني لمواطن أمريكي في سياق النزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا".

ولائحة الاتهام التي تم الكشف عنها، اليوم، تزعم أن "قائد الوحدات العسكرية في القوات المسلحة الروسية، سورين سيرانوفيتش مكرتشيان، 45 عامًا، أمر الجنود تحت قيادته باختطاف الضحية الأمريكية من منزله في أبريل 2022 من قرية ميلوفي التابعة لمنطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا" بحسب ما نقلته صحيفة "ذا هيل".

أوضحت لائحة الاتهام، التي أعيدت، أمس الثلاثاء، في المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا، اشتراك ديمتري بودنيك، وهو ضابط قيادي، وهو مواطن روسي، واثنين من العسكريين من رتبة أقل، هم فاليري ونزار، بالجرائم ضد المواطن الأمريكي.

وتزعم لائحة الاتهام التي كشفت عنها وزارة العدل لوسائل الإعلام الأمريكية، أن المتهمين الأربعة "استجوبوا وضربوا وعذبوا ضحية أمريكية، وهددوا بقتله في عملية إعدام وهمية".

أضافت اللائحة أنه وبعد الإعدام الوهمي "أُجُبر الضحية على أداء أعمال يدوية، مثل حفر الخنادق، نيابة عن القوات المسلحة الروسية و/أو الوحدات العسكرية لمقاطعة دونيتسك الشعبية"، بحسب ما نقلته شبكة "إن بي سي" الأمريكية.

ويواجه مكرتشيان وبودنيك والمواطنان الروسيان الآخران أربع تهم، بحسب لائحة الاتهام، هي:"التآمر لارتكاب جرائم حرب وثلاث جرائم حرب، الحبس غير القانوني لشخص محمي، والمعاملة اللا إنسانية، والتعذيب".

الضحية غير متورط بالصراع

وعن ظروف وملابسات وجود الضحية الأمريكي في مناطق الصراع، ذكرت وزارة العدل أن الأمريكي، الذي حددته باسم مستعار هو " في- وان" في لائحة الاتهام، أنه لم يكن متورطًا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وأوضحت لائحة الاتهام أن "في –وان" كان يعيش في قرية صغيرة تقع جنوبي أوكرانيا، هي ميلوفي، وأنه تعرض للخطف على يد أربعة مواطنين روس من منزله، بحد زعمها.

المرة الأولى

وتعد هذه هي المرة الأولى، للولايات المتحدة التي توجه فيها اتهامات بجرائم ارتكبت ضد أمريكيين بالخارج، وعلى ما يبدو أنها لن تكون الأخيرة.

قال المدعى العام الأمريكي: 'لقد أقر الكونجرس قانون جرائم الحرب الأمريكي منذ ما يقرب من 30 عامًا، ليمنحنا الولاية القضائية لمحاكمة جرائم الحرب المرتكبة ضد المواطنين الأمريكيين في الخارج".

وأشار "جارلاند" إلى أنه على الرغم من أن هذه هي أول اتهامات بارتكاب جرائم حرب توجهها الحكومة الأمريكية، فمن المتوقع المزيد. وقال: "لا أستطيع الخوض في الكثير من التفاصيل. لكن هذه هي المرة الأولى لنا ويجب أن تتوقعوا المزيد"، بحسب "ذا هيل".

العدالة لضحايا جرائم الحرب

وتدفع الولايات المتحدة بأن دعمها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، يشمل السعي لتحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب، بحسب إفادات صحفية عدة وردت عن الكونجرس والإدارة الأمريكية للرئيس جو بايدن.

وفي مارس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمفوّض الروسي لحقوق الأطفال بسبب مزاعم بارتكاب جرائم حرب تتعلق بالترحيل غير القانوني لأطفال من أوكرانيا إلى روسيا.