يشهد قطاع غزة قتالًا محتدمًا بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي كثفت قصفها على مناطق سكنية ومراكز إيواء النازحين بمناطق متفرقة بعد انتهاء الهدنة الإنسانية، وسط توقعات بمعارك أصعب تسفر عن وقوع المزيد من الشهداء والجرحى.
الأصعب قادم
توقعت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن تشهد الأيام المقبلة معارك صعبة ستكون هي الأشد، منذ بدء الحرب في قطاع غزة، الذي يدخل اليوم الأربعاء يومه الـ61.
واستهدفت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، مربعًا سكنيًا كاملًا بمخيم جباليا، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، كذلك أطلقت وابلًا من القنابل الفسفورية والدخانية باتجاه وسط المخيم، الذي يشهد سلسلة غارات مكثفة.
وقصفت طائرات الاحتلال مدرسة "فلسطين" غرب جباليا التي تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد العشرات، وإصابة آخرين بجروح. وتحدثت مصادر في الدفاع المدني، عن أن عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى من ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع دُفنوا تحت الأنقاض، وسط صعوبات في انتشالهم.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة ذاتها، إن سكان جنوب تل أبيب يقدمون التماسًا للمحكمة العليا ضد قيادة الجبهة الداخلية لعدم حمايتهم من التهديدات الصاروخية التي تطلقها الفصائل الفلسطينية، ردًا على المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في غزة.
سيناريو أكثر رعبًا
حذرت لين هاستينجز، منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من سيناريو مرعب وشيك في غزة، لن تُجدي معه الأنشطة الإنسانية نفعًا.
وقالت في بيان لها، أمس الثلاثاء، إنه لا مكان آمنًا في غزة ولم يعد هناك مكان يمكن اللجوء إليه، وفقًا لوكالة الأناضول.
وأضافت "هاستينجز" أنّه منذ استئناف القتال بين إسرائيل وحماس، الأول من ديسمبر، بعد هدنة استمرت 7 أيام "امتدّت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى جنوب غزة".
وذكرت في بيان بالعربية أنّ هذا التوسع في العمليات البرية الإسرائيلية "أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطًا متزايدًا، مضيفة أنه "لا مكان آمنًا في غزة ولم يبقَ مكان يمكن التوجّه إليه".
لا طعم له
وصفت الأمم المتحدة تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشأن تقييم نسبة الوفيات بين المدنيين في غزة مقارنة بعدد عناصر حماس بأنه لا طعم له.
وزعم جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن نسبة اثنين من المدنيين الفلسطينيين يُقتلون في غزة مقابل كل مُسلح من الفصائل هي نسبة "إيجابية للغاية" بالنظر إلى تحديات القتال في المناطق الحضرية، وفقًا لشبكة "CNN".
لا توجد مناطق آمنة
قال اسبن بارث ايد، وزير خارجية النرويج، في بيان صحفي نقلته سفارة النرويج بالقاهرة، اليوم الأربعاء، إنه لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة، مُعبرًا عن انزعاجه الشديد مما وصفه بأنه كارثة في قطاع غزة.
وأضاف وزير الخارجية النرويجي "أن 1.8 مليون شخص فروا من منازلهم، مُشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي، وحماية جميع المدنيين، وتجديد وقف إطلاق النار".
قصف متواصل
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، مجازر جديدة في أنحاء متفرقة بقطاع غزة، لا سيما في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وفقًا لوكالة أنباء "وفا" الفلسطينية.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى نحو 16.250 شهيدًا، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، من بينهم أكثر من 1240 شهيدًا منذ انتهاء "الهدنة الإنسانية المؤقتة" مطلع الشهر الجاري.