يواجه جميع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي المتزايد، الذي امتد من قصف المدنيين في مناطق سكنية ومراكز إيواء النازحين ليصل إلى استهداف المعاقين.
أظهر مقطع فيديو، استعرضته شبكة "سي إن إن"، الأمريكية، أمس الثلاثاء، جنديًا إسرائيليًا يطلق النار ويصيب فلسطينيًا معاق ذهنيًا بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها، إنها نقلت مواطنًا (34 عامًا) مصابًا بعيار ناري في ساقه من مدينة قلقس إلى المستشفى.
كان طارق أبو عابد، المعروف لدى الأصدقاء والعائلة باسم "غزاوي"، في طريقه إلى منزله، أمس الثلاثاء، عندما أوقفه ثلاثة جنود من قوات الاحتلال وطلبوا منه إثبات هويته، حسبما قال ضياء أبو عابد، شقيقه، لشبكة"سي إن إن".
وعندما أخبر "غزاوي" الجنود أنه لا يحمل بطاقة هوية، نشبت مشاجرة انتهت بإطلاق النار عليه، بحسب شقيقه. وقال أبو عابد: "أي شخص يلتقي بـ"غزاوي" يستطيع أن يدرك على الفور أنه من أصحاب الاحتياجات الخاصة".
وبينما من المعروف أيضًا أن بعض المستوطنين الإسرائيليين يرتدون ملابس عسكرية ويستطيعون الحصول على بنادق هجومية عسكرية، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا لشبكة CNN أن جنودًا شاركوا في مواجهة مع رجل معاق عقليًا بالقرب من الخليل، مدعين أن الشرطة العسكرية التابعة لها تحقق في الحادث.
وأظهر مقطع الفيديو الذي تم تصويره في أحد الشوارع بالقرب من بلدة قلقس، جنوب الخليل اللحظات التي تلت قول "غزاوي" إنه لا يحمل بطاقة هوية. وكشف عن ثلاثة جنود يقفون بجانب رجل راكع على يديه وركبتيه، وبجواره شخص يرتدي قميصًا أحمر، عرّفه "ضياء" على أنه صديق أخيه.
وقال ضياء أبو عابد: "الرجل الذي ظهر في الفيديو وهو يرتدي اللون الأحمر جاء للدفاع عنه ليقول لجنود الاحتلال إن أخي من ذوي الاحتياجات الخاصة. إنه معروف بين المجتمع بإعاقته العقلية"، فيما رفض الجنود الاستماع إليه.
كان الرجال يوجهون بنادقهم نحو "غزاوي"، الذي سقط أرضًا يتلوى من الألم بعدما ضربه أحد الجنود بطلقة نارية صوب ساقه بينما واصل الجنديان الآخران توجيه سلاحيهما نحوه.
وقال ضياء أبو عابد إن أحد المارة الذي شهد إطلاق النيران على أخيه اتصل به، ووصل إلى مكان الحادث بعد فترة وجيزة، مضيفًا أن شقيقه أصيب بنزيف حاد وخضع لعملية جراحية في ساقه.
وامتدت الحرب على غزة بشكل متزايد إلى الضفة الغربية المحتلة، حيث أدت هجمات المستوطنين والاشتباكات إلى استشهاد مئات الفلسطينيين.
واستشهد ما لا يقل عن 256 فلسطينيًا على يد القوات الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية منذ 7 أكتوبر الماضي، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.