استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بعد انهيار الهدنة، دق ناقوس خطر استئناف الهجمات البحرية واستهداف الشحن العالمي في المنطقة من جديد، فيما مثّل أحدث هجوم تبنته جماعة الحوثي، اليوم الأحد، تصعيدًا كبيرًا يطرح المخاوف من رد أمريكي محتمل.
البنتاجون على علم
قالت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، إنها على علم بالتقارير المتعلقة بالهجمات على المدمرة الأمريكية، وأنها ستقدم معلومات وقتما تصبح متاحة.
وفي تعليق مقتضب على تساؤل وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية حول الحادث، تحدث مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، شريطة عدم الكشف عن هويته، قائلًا: "نحن على علم بالتقارير المتعلقة بالهجمات على المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني (التابعة للبحرية الأمريكية) والسفن التجارية في البحر الأحمر وسنقدم المعلومات عندما تصبح متاحة".
ولم يحدد مسؤول البنتاجون، وقتها، المكان الذي يعتقد أن النيران جاءت منه.
وكارني هي مدمرة أمريكية من طراز Arleigh Burke، تم نشرها في المنطقة كجزء من مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية "يو.إس.إس جيرالد فورد" الهجومية. ولم يتضح ما إذا لحقت بها أضرار جراء الهجوم.
ودون خوض في تفاصيل، أكد الجيش البريطاني، في وقت سابق من اليوم، أن هجوم بطائرة بدون طيار وقع وأحدث انفجارات في البحر الأحمر، كذلك قالت شركة "أمبري" للأمن البحري، نقلاً عن تقارير، إن سفينة لم تذكر اسمها ترفع علم جزر البهاما "أصيبت بصاروخ" أثناء إبحارها جنوبًا على بُعد نحو 35 ميلًا بحريًا قبالة الساحل الغربي لليمن.
وأضافت الشركة، ومقرها المملكة المتحدة، أن "السفينة المتضررة كانت تصدر نداءات استغاثة تتعلق بالهجوم الصاروخي".
"الحوثي" تتبنى
وتبنّت حركة الحوثي استهداف سفينتين قالت إنهما "إسرائيليتان"، وأكدت عزمها مواصلة منع السفن من الإبحار بالمنطقة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكنها لم تذكر أن الهجوم تضمن سفينة حربية أمريكية.
قال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم حركة الحوثي في اليمن: "ستواصل القوات المسلحة اليمنية منع السفن الإسرائيلية من الإبحار في البحر الأحمر (وخليج عدن) حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على إخواننا الصامدين في قطاع غزة". وأضاف "القوات المسلحة اليمنية تجدد تحذيرها لكافة السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالإسرائيليين بأنها ستصبح هدفًا مشروعًا في حال مخالفة ما ورد في هذا البيان".
وأوضح "سريع" أن السفينتين هما "يونِتي إكسبلورر" و"نمبر ناين"، وتم استهداف الأولى بصاروخ والثانية بطائرة بدون طيار بحرية أثناء وجودهما في مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، وأشار إلى أن عملية الاستهداف تمت بعد أن "تجاهلت السفينتان رسائل التحذيرات من القوات البحرية اليمنية" قبل الهجوم.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن السفينة الأولى التي تعرضت للهجوم هي سفينة شحن البضائع السائلة يونيتي إكسبلورر، ترفع علم جزر البهاما، ومملوكة لشركة بريطانية تضم دان ديفيد أونجار، الذي يعيش في إسرائيل، كأحد ضباطها. أما الثانية فهي سفينة حاويات ترفع علم بنما وتسمى "نمبر ناين"، وهي مرتبطة بشركة بيرنهارد شولت لإدارة السفن.
وحددت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أونجار هو ابن ملياردير الشحن الإسرائيلي أبراهام رامي أونجار.
ولم يذكر المتحدث باسم الحوثي تورط أي سفينة حربية أمريكية في الهجوم.
المدمرة "كارني" تدخلت
وعلى ما يبدو شاركت المدمرة "كارني" في هجوم اليوم، استجابة لنداء استغاثة أطلقته إحدى السفن التي تعرضت لهجوم الحوثي.
قال مسؤول دفاعي أمريكي إن المدمرة الأمريكية "يو.إس. إس. كارني" أسقطت طائرتين دون طيار تابعتين للحوثيين، كانتا متجهتين نحوها في جنوب البحر الأحمر، الأحد، لدى استجابتها لنداء استغاثة من سفينة تجارية أُطلق باتجاهها صاروخ باليستي.
أضاف المسؤول الدفاعي أن المدمرة "كارني" رصدت "صاروخًا باليستيًا واحدًا على الأقل، أُطلق على سفينة "يونيتي إكسبلورر، واستجابت لنداء الاستغاثة وأثناء تقديم المساعدة، أسقطت طائرة أخرى بدون طيار تابعة للحوثيين كانت متجهة نحو السفينة والمدمرة. حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
هجمات سابقة
وبالتزامن مع شن دولة الاحتلال حربًا انتقامية على قطاع غزة، منذ هجوم 7 أكتوبر، يشن الحوثيون سلسلة من الهجمات على السفن في البحر الأحمر، فضلًا عن إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ تستهدف إسرائيل ومصالحها.
وفي وقت سابق من شهر نوفمبر الماضي، استولى الحوثيون على سفينة نقل مركبات مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، ولا يزال الحوثي يحتجزون السفينة بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية.
والأسبوع الماضي، سقطت صواريخ بالقرب من سفينة حربية أمريكية أخرى، بعد أن ساعدت سفينة مرتبطة بإسرائيل سيطر عليها مسلحون لفترة وجيزة.
هل ترد أمريكا؟
ولم يستهدف الحوثيون أمريكا بشكل مباشر لبعض الوقت، ما يزيد بعد هجوم اليوم، من مخاطر تنامي الصراع البحري في المنطقة.
وفي عام 2016، أطلقت الولايات المتحدة صواريخ توماهوك كروز، ودمرت وقتها ثلاثة مواقع رادار ساحلية في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، ردًا على الصواريخ التي تم إطلاقها على سفن بحرية أمريكية في ذلك الوقت.