مع تجدد الأعمال القتالية في غزة لليوم الثالث على التوالي، اليوم الأحد، بعد سبعة أيام من الهدنة قطعت نحو 50 يومًا متواصلًا من العدوان على فلسطينيي القطاع، سجلت الأمم المتحدة نزوح ما يقارب 80 في المئة من السكان، منذ بدء هجوم 7 أكتوبر الماضي، وسط وتيرة متسارعة للاحتلال لتحقيق أكبر إنجاز ممكن في القضاء على المقاومة باستخدام خرائط الإخلاء.
80 % من السكان
قالت وكالة الأمم المتحدة الإنسانية (أوتشا) إن نحو 1.8 مليون شخص – أو نحو 80% من سكان غزة – نزحوا داخليًا، مقارنة بالرقم السابق البالغ 1.7 مليون، منذ بدء الحرب الجارية في قطاع غزة.
وأشار أحدث تقرير أوردته الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن الحصول على إحصاء دقيق لأعداد النزوح في القطاع بات يشكل تحديًا بسبب الصعوبات التي تعتري متابعة عدد المُهجّرين الذين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم، وعدد أولئك الذين عادوا إلى منازلهم في أثناء الهدنة لكنهم لا يزالوا مسجلين في مراكز الإيواء التابعة للأونروا وغيرها، بحسب التقرير.
وبحسب التقرير، تم تسجيل نحو 1.1 مليون مُهجّر في 156 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، منهم 958 ألف مُهجّر، بما يعادل نحو 86%، مسجلون في 99 مركزًا من مراكز الإيواء التي تديرها الأونروا في الجنوب.
ويقيم 191 ألف مُهجّر آخرين في 124 مدرسة عامة ومستشفى، وفي أماكن أخرى أيضًا مثل قاعات الأفراح والمكاتب والمراكز المجتمعية، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. أما من تبقى منهم فيقيمون لدى عائلات تستضيفهم.
وضع صعب في الجنوب
وفي الجنوب، حيث لجأ غالبية الفلسطينيين لمراكز الإيواء التابعة للأونروا، للاحتماء من القصف العشوائي الذي يشنه جيش الاحتلال بلا هوادة، وبسبب الاكتظاظ وتردي الظروف الصحية هناك، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية. فضلًا عن تقارير أولية تفيد بتفشي الأمراض الوبائية، بما يشمل التهاب الكبد الوبائي، بحسب رصد الأمم المتحدة.
وبينما الخوف يحدق بالفلسطينيين، لا سيما الفئات الضعيفة ممن يواجهون ظروفًا صعبة، تضع أكثر من 180 امرأة وليدها كل يوم من بين 50 ألف امرأة حامل مسجلة في شتى أرجاء القطاع، بحسب الأونروا، التي أشارت إلى أن الظروف أصبحت غير مناسبة لحديثي الولادة في مراكزها التسعة المتبقية التي تزاول عملها.
ومن بين أثني عشر مستشفى متبقية في الجنوب تزاول عملها جزئيًا، يملك مستشفى واحد فقط القدرة على معالجة الإصابات الحرجة وإجراء العمليات الجراحية المعقدة.
خريطة الإخلاء
وفي أول أيام تجدد القتال، أول أمس، نشر جيش الاحتلال خريطة مفصلة على شبكة الإنترنت، تقسَّم قطاع غزة إلى مئات المناطق الصغيرة، وطلب منهم الانتباه إلى رقم منطقتهم، ومتابعة التحديثات الخاصة بشأن أوامر الإخلاء، بحسب ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأحد.
ويعتزم جيش الاحتلال، باستخدام هذه الخريطة، توجيه الفلسطينيين من مناطق محددة للإخلاء عندما يتوسع هجومه البري ليشمل جنوب القطاع، بدلًا من المطالبة بالإخلاء الجماعي، كما فعل في وقت سابق في الجزء الشمالي من غزة.
وأوضح جيش الاحتلال في رسالته إنه يقوم بعمليات إجلاء محددة لسكان غزة لإخراجهم قدر الإمكان من مناطق القتال"، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
إخلاء 25% في يوم
وأمس حدّد جيش الاحتلال مناطق تُشكل ما نسبته 25% من مساحة قطاع غزة لغايات إخلائها، شملت تجمعات سكنية في الجنوب ومنها "المنطقة الشرقية من خان يونس – بما يشمل القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلا" وأصدر أوامره للسكان بالانتقال جنوبًا إلى رفح التي باتت بدورها ليست بعيدة عن الغارات.
وتُشكّل هذه المناطق الصادر بحقها أمر الإخلاء نحو 19% من مساحة قطاع غزة (ما يعادل 69 كيلومترًا مربعًا) وكانت تؤوي نحو 352 ألف شخصًا قبل نشوب الأعمال القتالية. بحسب الأمم المتحدة.