في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال العدوان على غزة، بعد انتهاء الهدنة، التي دامت 7 أيام، ومع تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، يجمع العديد من المسؤولين الدوليين على أن الحرب يجب أن تتوقف، لينصب الجهد فورًا على حل الدولتين، الذي يصطدم بموقف إسرائيلي رافض لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ومع تزايد الضغوط عليه، بسبب دعمه القوى للاحتلال، ومع تصاعد العدوان على الفلسطينيين، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أخيرًا، إن الولايات المتحدة لن تتوانى عن العمل حتى تحقيق حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية.
حل الدولتين
وكتب "بايدن"، على حسابه في منصة "إكس"، قبل أيام، أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأمد للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، ومن أجل التأكد من أن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يعيشون على قدم المساواة من الحرية والكرامة، فإننا لن نتخلى عن العمل لتحقيق هذا الهدف".
وأكد لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، خلال كلمته بمنتدى نظمته مؤسسة "رونالد ريجان" الرئاسية في كاليفورنيا، ونشرها موقع وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم الأحد، أنّ "حلّ الدولتين"، هو الطريقة الوحيدة الممكنة للخروج من النزاع "الفلسطيني - الإسرائيلي".
وأكدت نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كامالا هاريس، خلال مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) في دبي، أمس الجمعة، أن حلّ الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين لا يزال الهدف الأساسي للولايات المتحدة.
إجماع دولي
وسبق أن اقترحت الصين -في ورقة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني- أن يكثف مجلس الأمن الدولي وساطته الدبلوماسية ويعيد إطلاق حل الدولتين، ويدعو لمؤتمر سلام دولي يكون "أكثر موثوقية وفاعلية" في أقرب وقت ممكن.
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي، أخيرًا، إن الصين تدعو إلى عقد مؤتمر سلام أكثر حُجّية وشمولًا وأكثر توجهًا إلى تحقيق نتائج في أقرب وقت ممكن لوضع خارطة طريق وجدول زمني لحل الدولتين للقضية الفلسطينية-الإسرائيلية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد أن هناك حاجة لحل مستدام مبني على مبدأ لحل الدولتين وفق القرارات الشرعية، ودعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، وعدم اتساع رقعة الصراع.
كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن فرنسا ستواصل العمل من أجل حل الدولتين، مؤكدًا أنه لن يتحقق الأمن لإسرائيل؛ دون التوصل لحل سياسي للقضية الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن "الهدف طويل المدى يتمثل في حل الدولتين". وأكد الاتحاد الأوروبي في أكتوبر الماضي، التزامه بـ"سلام دائم ومستدام على أساس حل الدولتين"، ويرى البابا فرانسيس -بابا الفاتيكان- أن هذا هو "الحل الحكيم".
لكن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال في الأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، إن إسرائيل دمرت حل الدولتين، وأكد أن من يتصور أن السلام يمكن أن يسود في الشرق الأوسط من دون أن يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الكاملة والمشروعة فهو واهم.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي حملة إعادة انتخابه عام 2015، قال صراحة: "لن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة طالما أنني أشغل منصبي".
تدمير حل الدولتين
ويعارض أعضاء الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا فكرة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ويقود هذا التوجه وزراء متطرفون مثل وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش.
ويعمل مسؤولو الاحتلال على تدمير "حل الدولتين" من خلال تصعيد العدوان على غزة، وتصاعد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة، ووجود المستوطنات التي تقطع أوصال المدن الفلسطينية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مارك ليفين، أستاذ التاريخ ورئيس برنامج دراسات الشرق الأوسط العالمية بجامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن حل الدولتين "لم يعد ممكنًا.. انظر إلى الخريطة فقط"، في إشارة إلى مئات المستوطنات الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية التي تحاصر المدن الفلسطينية.