الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فخ المناطق الآمنة.. الاحتلال يحاول تهجير سكان غزة إلى أماكن جديدة

  • مشاركة :
post-title
نساء يحملن أطفالهن ويهربن من القصف الإسرائيلي في أحد شوارع مدينة غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

طالب جيش الاحتلال، اليوم الأحد، سكان مناطق المحطة والكتيبة وحمد والسطر وبني سهيلا ومعن في قطاع غزة بإخلائها، والتوجه إلى المناطق الآمنة، الخديعة التي ينفذ من خلالها الاحتلال مخطط التهجير.

ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس"، خريطة التنقل قائلًا: "حفاظًا على سلامتكم ندعوكم إلى الانتقال إلى مآوي النازحين المعروفة في أحياء الفخاري، والشابورة والزهور وتل السلطان".

وطالب جيش الاحتلال، أمس السبت، سكان شمالي قطاع غزة في جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة بإخلاء منازلهم عبر محورين مركزيين إلى منطقة درج طوبه والمنطقة الغربية بغزة.

وجنوبًا، طالب جيش الاحتلال بإخلاء مناطق في خربة خزاعة وعبسان وبني سهيلا ومعن والقرارة، والتوجه إلى رفح ومنطقة المواصي الإنسانية.

وكان جيش الاحتلال د أعلن قبل يومين، تقسيم قطاع غزة إلى مربعات صغيرة "بلوكات"، حيث سيطلب من السكان الإخلاء خلال العمليات العسكرية حسب المناطق المرقمة.

وقال "أدرعي"، في منشور على منصة "إكس": "تمهيدًا للمراحل المقبلة من الحرب ينشر الجيش الإسرائيلي خريطة مناطق الإخلاء- البلوكات- في قطاع غزة".

وأوضح أنه تم تقسيم أرض القطاع إلى مناطق بحسب الأحياء المعروفة من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه لها عندما يطلب منهم ذلك.

والشهر الماضي، أعلن جيش الاحتلال تقسيم قطاع غزة إلى قسمين "شمال وجنوب"، ودعا السكان الباقين في شمال غزة، إلى التوجه للجنوب، عبر إلقاء منشورات تدعوهم للنزوح إلى الجنوب.

وفى الشهر ذاته، ألقى جيش الاحتلال منشورات تحذر الفلسطينيين بمغادرة مناطق من جنوب قطاع غزة، في استمرار واضح لمخطط التهجير، وهو ما اعتبرته وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، في ذلك الوقت أنه يشير إلى توسع محتمل للحرب التي تشنها إسرائيل لتصل إلى مناطق اتجه إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين، ويتزاحمون في مراكز الإيواء التي تديرها الأمم المتحدة ومنازل العائلات.

وأشارت الوكالة إلى أن المنشورات التي تم إلقاؤها في مناطق شرق مدينة خان يونس (جنوبي القطاع)، حذرت المدنيين بضرورة الإخلاء، وتم إسقاط منشورات مماثلة على شمال غزة على مدار أسابيع قبل الهجوم البري.

ومنذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، نزح نحو 1.8 مليون شخص فعليًا من شمال القطاع إلى جنوبه، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وأعلن جيش الاحتلال استعداده لتنفيذ هجوم بري على جنوب غزة المكدس بسكانه والنازحين، مما ينذر بكارثة إنسانية جديدة في القطاع.

واستأنف جيش الاحتلال، صباح اليوم الجمعة الماضي، العدوان على قطاع غزة، بعد انتهاء هدنة إنسانية في القطاع دامت 7 أيام، وتم تبادل عدد من الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع من معبر رفح.

ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إن إسرائيل وافقت على تعيين مناطق آمنة كبيرة في جنوبي قطاع غزة، مع توسع عملياتها العسكرية.

ويأتي الاتفاق بعد زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن الثالثة إلى المنطقة، والرابعة إلى إسرائيل، منذ هجوم 7 أكتوبر.

وقال المسؤول إن بلينكن طرح في كل رحلة من رحلاته إلى إسرائيل سؤالًا محددًا. أولًا، المساعدات الإنسانية إلى غزة، ثم وقف القتال، والآن يريد خطة لتقليل معاناة المدنيين في جنوب غزة مع توسع العمليات العسكرية. في البداية، رفضت إسرائيل الطلبين الأولين، لكنها كانت أكثر قابلية هذه المرة، وكانت تعمل بالفعل على وضع خطة.

وأضاف المسؤول، بحسب الموقع، إن المناطق الآمنة المطلوبة أكبر بكثير مما تمت مناقشته في البداية، وأن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى العمل، وقال إنه بموجب الاتفاق، سيتعين على بعض الأشخاص مغادرة منازلهم، مضيفًا أن تلك المناطق قد تظل محور عمليات "مكافحة الإرهاب المستهدفة".

والجمعة الماضي، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" جهودًا أمريكية لتجنب تكرار الفظائع التي خلفها العدوان في شمال قطاع غزة، مع إعلان جيش الاحتلال نيته توسيع الهجوم على جنوب القطاع المكتظ بالسكان.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير، فإن مناقشات جرت بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، لتجنب تهجير الفلسطينيين ولتقليل عدد الضحايا المدنيين، وركزت على إنشاء ما يسمى "مناطق عدم الاشتباك"، لإيواء سكان غزة في الجنوب، مع التزام إسرائيل بعدم القيام بأي عملية جوية أو برية في هذه المناطق.

وقالت الصحيفة إن هذه المناطق ستكون في مرافق تابعة للأمم المتحدة ومناطق مجاورة لها، ويجري فيها تسليم المساعدات الإنسانية دون عوائق، فيما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن عمليات جيش الاحتلال في الجنوب ستكون أكثر دقة.