كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن خطة الاحتلال في قطاع غزة، والتي تتكون من 3 مراحل، لمستقبل القطاع، إذ أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن إسرائيل ستُقيم منطقة أمنية عازلة، داخل قطاع غزة، كما أنها ستتولى المراقبة الأمنية داخل القطاع، بحسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية "كان".
تصريحات نتنياهو، تكشف خطة الاحتلال للقطاع، وبحسب مستشاره للسياسة الخارجية، أوفير فولك، تشمل الخطة تفاصيل أكثر من ذلك، وتقوم على عملية من 3 مستويات لليوم التالي للقضاء على "حماس".
وأوضح مستشار نتنياهو، أن المستويات الثلاثة تشمل تدمير حماس، ونزع السلاح من غزة، على أن تتولى إسرائيل المراقبة الأمنية داخل القطاع، مُوضحًا أن المنطقة العازلة قد تكون جزءًا من عملية نزع السلاح، لكنه لم يكشف ما إذا كانت هذه الخطط قد أثيرت مع شركاء دوليين.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية، تحدثت خلال الأيام الماضية، عن مصادر، لم تسمها، أن إسرائيل أبلغت عدة دول بينها عربية بنيتها إقامة منطقة عازلة داخل القطاع، بعد انتهاء الحرب، وبحسب مسؤول إسرائيلي، ليس من الواضح كم ستمتد المنطقة داخل القطاع، ربما تصل إلى كيلو متر واحد أو اثنين، وربما بضع مئات من الأمتار.
وبحسب مستشار كبير لنتنياهو، سيشمل إنشاء غلاف أمني مناطق وترتيبات خاصة لمنع حركة حماس من التمركز على الحدود، وقال مارك ريجيف، إنه سيتعين على إسرائيل أن يكون لديها غلاف أمني، إذ إنها لن تسمح لـ حماس بعبور الحدود مجددًا، وتكرار ما حدث في السابع من أكتوبر.
وأكد "ريجيف" أن بلاده لن تسمح بوضع مستقبلي يسمح لحماس بالتمركز على حدودها، ولكن هذا لا يعني أنها ستأخذ أراضي غزة، ولكن يعني إنشاء مناطق آمنة لها وضعًا خاصًا يحد من قدرة الناس على دخول إسرائيل، بحسب "رويترز".
وفي السياق، قال بنيامين نتنياهو، إن بلاده ستواصل عملياتها البرية في غزة حتى تحقيق جميع أهدافها، مُضيفًا: "سنواصل الحرب حتى نحقق أهدافنا وهي غير قابلة للتحقيق دون عملية برية".
وأكد نتنياهو أن هدف إسرائيل هو تحرير الرهائن والقضاء على حماس.
ماكرون: القضاء على "حماس"سيستغرق 10 سنوات
وعلق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على خطط إسرائيل، قائلًا إنها بحاجة إلى تحديد هدفها والنتيجة النهائية التي تحاول تحقيقها بشكل أكثر دقة.
وتساءل "ماكرون": "ماذا يعني التدمير الكامل لحماس؟، هل يعتقد أحد أن ذلك ممكن؟" مُضيفًا أنه إذا كان الأمر كذلك سيستغرق 10 سنوات من القتال، وفقًا لـ"سي إن إن".
وأكد ماكرون، أنه يجب توضيح هذا الهدف، مُوضحًا أن المواجهة مع ما وصفه بـ"الإرهاب"، ليست عبارة عن قصف منهجي ومتواصل.
ضغوط أمريكية
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بوجود خلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وضغوط دولية متزايدة عليهم بشأن الحرب في غزة، لكنه رغم ذلك تعهد بمواصلة الحرب.
وأعرب نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي، عن ترحيبه بدعم الولايات المتحدة، مؤكدًا أن واشنطن تدعم بعض أهداف الحرب، في إشارة للخلافات مع رؤية الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بإدارة القطاع بعد الحرب، إذ تريد الولايات المتحدة أن تتحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية القطاع.
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، كذلك بوجود اختلافات في الرأي مع واشنطن بشأن كيفية تحقيق هذه الأهداف، لكنه قال إن الحليفين قد تمكنا من التغلب عليها بشكل كبير، إضافة للخلافات المتعلقة بالمسائل الإنسانية، مُضيفًا: "في نهاية المطاف هذه حربنا، ويجب علينا نحن أن نتخذ القرارات، فنحن نحاول إقناع أصدقائنا الأمريكيين وننجح في الأمر في كثير من الأحيان، وآمل وأعتقد أن هذا ما سيحدث في المستقبل أيضًا، ولن نتوقف حتى ننتصر على حماس".
انهيار الهدنة
انهارت مفاوضات تبادل الأسرى، في الوقت الحالي، إثر انسحاب إسرائيل منها، بعد أن أوعز رئيس الموساد لطاقمه بالعودة من الدوحة، مع تأكيده بوصول المفاوضات لطريق مسدود.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، أن وفد الموساد، عاد إلى تل أبيب، بعد فشل المفاوضات الرامية للبحث عن سُبل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة وتمديد الهدنة.
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصدر بيانًا قال فيه إن حركة حماس لم تنفذ تعهداتها في الاتفاق الذي تضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء وفق قائمة اسمية كانت سلمت لحماس وحظيت بموافقتها.
طريق مسدود
ومع وصول المفاوضات لهذا الطريق المسدود، قالت مصادر إسرائيلية سياسية إنه سيكون من الصعب العودة للتفاهمات الأخيرة، وأن إسرائيل ستحاول إعادة جميع النساء والأطفال، قبل أن توسع رقعة العمليات البرية إلى جنوبي قطاع غزة.
بداية انهيار المفاوضات، جاءت مع ما وصفته إسرائيل بأنه محاولة من حماس لتغيير التفاهمات بإعادة جثث أسرى قتلى كجزء من الدفعات التي اتفق على معاييرها وتم إطلاق سراح 84 إسرائيليًا بموجبها حتى الآن.
وفي البيان الذي أصدره مكتب نتنياهو، شكر رئيس الموساد، مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة ومصر، إضافة إلى رئيس الوزراء القطري، على جهود الوساطة الجبارة، التي أفضت لهدنة 7 أيام، بداية من يوم 24 نوفمبر، والتي أتاحت وقف الأعمال القتالية والإفراج عن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.