عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددًا لارتكاب مجازره وجرائم الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، متجاهلًا جميع المواثيق والقوانين الإنسانية، بعد ما شنَّ غارات عنيفة استهدفت منازل العائلات والمدنيين، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وتدمير العشرات من المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
تعد هذه المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الأبرياء استمرارًا لمسلسل العمل الوحشي ضد المدنيين منذ بدء العدوان على غزة قبل نحو شهرين، فقد شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، هجومًا مدمرًا استهدف حيًا سكنيًا بأكمله في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، في مجزرة جديدة ضد المدنيين العزل.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الغارات الإسرائيلية دمرت أكثر من 50 عمارة سكنية ومنزلًا، فوق رؤوس الآلاف من السكان. وسط صعوبة إجراء عمليات الإنقاذ وسحب الجرحى والضحايا من تحت الأنقاض بسبب نقص المعدات.
وحمّل المكتب الإعلامي كلًا من الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن المسؤولية الكاملة عن "جرائم الحرب والإبادة" التي يرتكبها الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف "الحرب المجنونة".
جاء ذلك بالتزامن مع منح الإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هجمات عدوانية جديدة على قطاع غزة بحجة "الدفاع عن النفس" في خطوة استفزازية أدت لتصعيد العنف مجددًا.
وفي وقت سابق اليوم، ارتفعت حصيلة الضحايا من المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر إلى 15 ألفًا و207 قتلى، وفقًا لإحصائية رسمية.
كما استهدف الاحتلال منزلًا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مسببًا مقتل وإصابة المئات، فيما لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض، إضافة إلى استهداف برج سكني في المخيم ذاته، وقصف منزل عائلة في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى لسقوط 9 شهداء.
جاء ذلك بعد انتهاء هدنة مؤقتة، استمرت أسبوعًا، بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة، توسطت في ترتيبها مصر وقطر، وشهدت تبادلًا للأسرى، وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع المحاصر منذ 15 عامًا.
إلا أن الهدنة الهشة انهارت صباح أمس الجمعة، ليُستأنف القتال الذي أوقع حتى الآن 178 قتيلًا فلسطينيًا، بينهم عدد من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تدهور الوضع الإنساني والصحي في غزة إلى مستويات خطيرة، داعية المنظمات الدولية إلى التحرك العاجل لحماية المستشفيات والطواقم الطبية قبل وقوع مجازر جديدة بحقهم.
وخلال الفترة ما قبل الهدنة من 7 أكتوبر إلى 23 نوفمبر، استمر جيش الاحتلال في شن عدوانه على قطاع غزة لمدة 48 يومًا، أسفر عن استشهاد 15 ألف فلسطينيًا، بما في ذلك 6.150 طفلًا وأكثر من 4.000 امرأة، وإصابة أكثر من 36.000 آخرين، يشكلون أكثر من 75% منهم أطفال ونساء، وفقًا لتقرير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.