تُواجه أوروبا اليوم تحديات أمنية كبرى، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوترات مع موسكو، وفي محاولة لتعزيز قدراتها الدفاعية، قررت دول الاتحاد الأوروبي زيادة ميزانياتها العسكرية بنسبة 6% خلال العام الحالي، لتصل الميزانية الإجمالية للدفاع في أوروبا إلى رقم قياسي يبلغ 240 مليار يورو.
وعلى الرغم من هذه الزيادة المالية، لا تزال قدرات جيوش الاتحاد الأوروبي محل تساؤل كبير، إذ تكشف التقارير عن ضعف في التسليح ونقص حاد في الذخائر والمعدات.
مستوى قياسي من الإنفاق العسكري
رفع الاتحاد الأوروبي الإنفاق العسكري في عام 2022 بنسبة 6% ليصل إلى مستوى قياسي قدره 240 مليار يورو، وفقًا للأرقام التي نشرتها وكالة الدفاع الأوروبية.
وقامت نحو 20 دولة من الدول الأعضاء الثماني والعشرين في الاتحاد الأوروبي بزيادة ميزانياتها الدفاعية في العام الماضي، حيث نفذت ست دول زيادات تزيد على 10%. وتصدرت السويد، التي تقدمت بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في يوليو الماضي، المجموعة بزيادة قدرها 30%، تليها لوكسمبورج بنسبة 28%، وحكومة ليتوانيا زادت الإنفاق بنسبة 27.6%، وأشرف الاشتراكيون الحاكمون في إسبانيا على خطة عسكرية، في ظل زيادة قدرها 19%.
وفي المجمل، تم إنفاق 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للكتلة الأوروبية على الدفاع في العام الماضي.
وتشير وكالة الدفاع الأوروبية إلى أن هناك نحو 22 دولة من الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف شمال الأطلسي، ولكن خمس دول فقط "إستونيا، واليونان، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا" استوفت شرط الكتلة الأوروبية بإنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على جيوشها، وانضمت المجر ورومانيا وسلوفاكيا وفنلندا إلى هذه الدول الخمس في تجاوز عتبة 2% هذا العام.
تم تخصيص مبلغ قياسي قدره 58 مليار يورو للاستثمارات الدفاعية وشراء الأسلحة في جميع أنحاء الكتلة الأوروبية، بزيادة 6% عن عام 2021. تعهد المستشار الألماني، أولاف شولتس، في مارس الماضي بإنفاق ما يقرب من ضعف هذا المبلغ على جيش بلاده في ضخ نقدي لمرة واحدة، ولكن اعتبارًا من فبراير، تم تخصيص أقل من ثلث المبلغ الإجمالي للعقود العسكرية.
ضعف الميزانية الأوروبية بالمقارنة بالأمريكية
ولا تزال الميزانية العسكرية المجمعة للاتحاد الأوروبي ضئيلة، مُقارنة بميزانية الولايات المتحدة، التي أنفقت 752.9 مليار دولار على الدفاع في عام 2022، مما زاد هذا الرقم إلى 816.7 مليار دولار هذا العام، أو حوالي 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى الرغم من إنفاقه على الدفاع أكثر من أي وقت مضى، فإن الاتحاد الأوروبي يُكافح من أجل تسليح جنوده وأوكرانيا، والتزمت الدول الأعضاء في مارس بالإمداد المشترك بمليون قذيفة مدفعية للقوات الأوكرانية بحلول مارس 2024، ولكن لم يتم توريد سوى ثلث هذا العدد فقط، وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، للصحفيين الشهر الماضي إن "الهدف المليون لن يتم الوصول إليه".
البيروقراطية عقبة.. وجيوش أوروبا ستنفذ ذخائرها خلال أسبوعين
وفي الوقت نفسه، تُشير تقارير إعلامية إلى أن القوات الألمانية سيكون لديها ما يكفي من الذخيرة لمدة يومين في حالة دخول حرب واسعة النطاق، في حين حذّر رئيس اللوجستيات في الناتو، ألكسندر سولفرانك، الشهر الماضي من أن العقبات البيروقراطية والبنية التحتية غير الكافية، ستمنع قوات الناتو من الوصول بسهولة إلى خط المواجهة في حالة الحرب مع روسيا.
صرح كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في منتصف 2022 بأن جميع جيوش الكتلة مجتمعة "ستنفد ذخيرتها في غضون أسبوعين"، إذا اضطرت إلى خوض صراع شديد مثل الصراع في أوكرانيا.