واجهت الحكومة الألمانية انتقادات شديدة؛ بسبب خطتها لعرض دفعات الفوائد كنفقات دفاعية بعد التراجع عن التعهدات بتحقيق أهداف إنفاق حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذكر مسؤول حكومي لوكالة "رويترز" أن برلين تخلت في تراجع مفاجئ يوم الأربعاء، عن التزام قانوني بإنفاق نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وجاء هذا الاعتراض على البند الذي كان جزءًا من قانون جديد لتمويل الميزانية، من قبل وزارة الخارجية التي يقودها حزب الخضر الألماني في الائتلاف الثلاثي لحكومة، أولاف شولتس.
جاءت التطورات في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة "بيلد" الألمانية، أن وزارة الدفاع في البلاد قد تلقت تعليمات بتضمين مدفوعات خدمة الديون كإنفاق عسكري للعام المقبل؛ لتعويض حقيقة أن برلين ستقصر كثيرًا عن هدف الناتو.
عجز ملياري
من المتوقع أن يبلغ الإنفاق الدفاعي لعام 2024 أقل بنحو 14 مليار يورو من المستهدف. ومع ذلك، تخطط وزارة الدفاع لتغطية نحو 9 مليارات يورو من ذلك العجز بإضافة خدمة الدين إلى نفقاتها الرسمية.
وقال عضو البرلمان إنجو جاديتشنز، من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض لصحيفة بيلد الألمانية "إن فكرة تصنيف دفعات الفائدة كنفقات دفاعية أمر مثير للسخرية تمامًا، بينما يمكن للجنود حماية أمتنا، فإن معدلات الفائدة بالتأكيد لا تستطيع ذلك".
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع لصحيفة تيلجراف البريطانية أن هذه الخطوة تتماشى مع معايير حلف الناتو.
وستشمل برلين أيضًا 4 مليارات يورو من المساعدة العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا في أرقام إنفاقها الدفاعي.
ويتضمن الانفاق الدفاعي لبرلين 4 مليارات يورو من المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوركانيا في أرقام إنفاقها الدفاعي
وقالت وزارة الدفاع إن "النفقات لبناء قدرات الدول الشريكة في مجالات الأمن والدفاع والاستقرار"، يُمكن شرعًا إدراجها في الرقم الإجمالي المقدم إلى حلف الناتو.
فشل ألماني
فشلت ألمانيا مرارًا وتكرارًا في تحقيق هدف إنفاق حلف شمال الأطلسي في السنوات الأخيرة، مما أغاظ الحلفاء الآخرين، وبشكل خاص الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يوبخ برلين بانتظام بشأن التزاماتها الدفاعية أثناء وجوده في السلطة.
وفي أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تعهد شولتس بإعادة الاستثمار بشكل كبير في الجيش الألماني.
وتحدث إلى البرلمان الألماني بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب، معلنًا وعده بتحقيق هدف الإنفاق بحلف الناتو "عامًا بعد عام"، وهو وعد أكده في قمة الحلف في فيلنيوس بليتوانيا الشهر الماضي.
واعترف كبار جنرالات ألمانيا في فبراير الماضي، بأن الجيش الألماني "عارٍ" في مواجهة أي غزو محتمل، بعد أن فوجئت بالحرب الأوكرانية.