"أحاول تغيير العالم".. إحدى مقولات المخرج الفرنسي الراحل جان لوك جودار، الذي غيّبه الموت منذ نحو 20 يومًا، تاركًا إرثًا فنيًا مميزًا يُحتفى به حاليًا في عدد من دول العالم، والدول العربية أيضًا، إذ يحضر صاحب فيلم "اللاهث" بأعماله في حدثين مهمين بمصر وفلسطين في آن واحد.
الاحتفاء العربي بـ"جودار" يأتي تقديرًا للمخرج الذي كرّس حياته للدفاع عن قضايا إنسانية ووطنية تخص شعوب العالم والدول العربية، وقدّم كثيرًا من الأفلام التي دعمت القضايا القومية العربية مثل حرب التحرير الجزائرية التي ناقشها في فيلمه "الجندي الصغير" وغيرها.
رد الجميل
لم يكن غريبًا احتفاء مهرجان القدس السينمائي بـ"جودار"، كنوع من رد للجميل للمخرج الراحل بعد أن ظل مدافعًا عن القضية الفلسطينية في أعماله السينمائية ونقل نبض الشعب الفلسطيني للعالم كله، إذ قررت إدارة المهرجان إهداء الدورة السابعة التي تقام حاليًا لروحه، تقديرًا لإسهاماته الوطنية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، إذ قدّم فيلمين عنها، الأول بعنوان "هنا وهناك" وصدر في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، تناول من خلاله القضية العربية بشكل صريح، ليتخذ "جودار" من السينما والفن وسيلة لتوصيل صوت الشعب الفلسطيني ومعاناتهم ومتطلباتهم، وبعد مرور ما يزيد عن 20 عامًا، عاد "جودار" ليطرح فيلمًا آخر عن الحروب في العالم، ومن بينها فلسطين تحت اسم "موسيقانا".
ندوة عن سينما جودار
حرصت إدارة مهرجان القدس السينمائي على عقد ندوة، بحضور عدد من المختصين والنقاد من أكثر من دولة لمناقشة ما قدَّمه المخرج الراحل وإسهاماته في دعم القضية الفلسطينية، خاصةً أن لديه كثيرًا من المواقف الإنسانية المميزة، منها دعوته الصريحة لمقاطعة السينما الإسرائيلية، بعد أن لمس بنفسه المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، حيث زار مخيماتهم في عدد من البلدان نهاية الستينيات.
6 أفلام ببانوراما الفيلم الأوروبي
في مصر، تحتفي بانوراما الفيلم الأوروبي في نسختها الـ15 التي تقام حاليًا خلال الفترة من 1 لـ10 ديسمبر بـ"جودار"، وخصصت برنامجًا لعرض 6 أفلام متميزة له، هي الفيلم التسجيلي "برافدا"، و"هنا وهناك"، و"كل شيء على ما يرام"، و"بييرو المجنون"، و"ألفافيل"، و"المرأة هي المرأة"، وتشترك الأفلام الثلاثة الأخيرة في أنها إنتاج فرنسي إيطالي.
تخليد اسمه
جودار الذي رحل في 13 سبتمبر 2022 ضَمن تخليد اسمه لأجيال مقبلة، بفضل مواقفه النبيلة تجاه بعض القضايا العربية ومناصرة الشعوب المقهورة، وحملت أفلامه خطابات سياسية مع استخدام الصور التسجيلية، ودمجها من خلال المونتاج.