سعت مصر لاستعادة أمجادها في صناعة الخامات الدوائية، ونجحت في تنفيذ مدينة الدواء "جيبتو فارما"، بتوجيهات من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لتكون واحدة من أكبر المدن الدوائية الفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقام على مساحة 180 ألف متر، بطاقة إنتاجية 150 مليون عبوة سنويًا، وتضم مصنعين، منها مصنع الأدوية غير العقيمة والذي يضم 15 خط إنتاج، يتم تصنيع كل الأشكال الصيدلية فيها، من أقراص، وكبسولات، وفوارات، ومستحضرات دوائية للشرب، والكريمات، عبر تكنولوجيا تُصنف على اعتبارها الأعلى في العالم.
مكونات المشروع
يشمل المشروع 15 خط إنتاج، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 150 مليون عبوة سنويًا، وراعت الدولة المصرية في تنفيذ المشروع أن يتم تنفيذه بأحدث ماكينات في العالم، حيث جرى توريدها عبر موردين لكل منهم "علامة فارقة" بمجال صناعة الدواء العالمية، وهي شركات أوربية وأمريكية، بحسب الموقع الرسمي للرئاسة المصرية.
تعمل ماكينات "مدينة الدواء" بشكل إلكتروني بالكامل، ويقتصر دور الكوادر البشرية على وضع بيانات ومعلومات التشغيل على الماكينات الحديثة فقط، ويزود المشروع أيضًا بماكينات مجهزة بكاميرات تفرز أي نوع من الأقراص غير المطابقة للمواصفات من ناحية الوزن أو اللون أو أي شيء بشكل "أوتوماتيكي"، كما تعمل الماكينات المتواجدة في المشروع على تنظيف نفسها بشكل ذاتي إلكتروني.
كما يتواجد في المشروع منطقة أخرى، تضم 5 خطوط إنتاج تعمل على تصنيع الأمبولات، والفيال، والمحاليل، وأدوية العيون، وأدوية البنج، ما يجعل كلتا المنطقتين تغطيان كل الأشكال الصيدلية المطلوبة في الدولة.
أهداف المشروع
تقوم الرؤية الاستراتيجية لمدينة الدواء بتوجيهات الرئيس المصري، على توفير دواء آمن، وفعَّال، وبجودة عالية، لتكون أحد أذرع الدولة الصناعية القوية لتوفير أدوية حديثة، وعلى أعلى مستوى، مع طموح المدينة بأن تصبح مركزًا إقليميًا للتصنيع، خصوصًا وأنها تعتبر أكبر مدينة لتصنيع الأدوية في الشرق الأوسط.
وتسعى المدينة، إلى التعاون مع الشركات الدولية، والعالمية، وفتح آفاق تصدير لبلدان إفريقية، وفي الشرق الأوسط، والدول العربية، وأوروبا.
تطبق مدينة الدواء ما يُعرف بـ "ممارسات التصنيع الجيد للدواء"، حيث تطبق أعلى معايير الجودة، مع توفير نظام حوكمة إلكتروني، مع الاهتمام بالموارد البشرية لتوفير عامل مُدرب مُحترف، مع عمل قرابة 200 عامل في المدينة بالكامل.
كما تعمل المدينة على تحديث المستحضرات الصيدلية التي تنتجها وفق كل ما هو جديد عالميًا، مع طموحها بتصنيع منتجات أخرى غير التي تنتجها.
وتعمل "مدينة الدواء"، على إنتاج أدوية الأمراض المزمنة، حيث تركز عليها بصورة كبيرة، ومن بينها أدوية الضغط، والقلب، والسكر، والكلى، والمخ والأعصاب، والمضادات الحيوية؛ حيث إنها مستحضرات أساسية تمس حياة المواطنين، حيث إن هدف المدينة الأساسي هو تأمين الأدوية الحيوية للدولة.
الاستراتيجية المستقبلية للمشروع
من المُقرر أن تشتمل مدينة الدواء على توسعات مستقبلية، تشمل الدخول في عالم إنتاج الأمصال واللقاحات، حيث تستهدف المدينة التكامل مع شركات القطاع الخاص عبر تعاون كبير معها، مع العمل على تلبية احتياجات السوق المحلية في مراحل المشروع الأولى، ثم التصدير بنسب تتراوح بين 25 إلى 30% من إنتاج المدينة على مراحل.
وتسعى المدينة إلى الحصول على شهادات الاعتماد الأوربية حتى يتم فتح أسواق لأوروبا لتصدير الأدوية المنتجة على أرض مصر.
وتتعاون مدينة الدواء أيضًا مع هيئة الدواء المصرية في توفير الأدوية الاستراتيجية التي يوجد لها "فاتورة استيرادية عالية"، حتى تكون مُتاحة للمواطن المصري بأسعار مقبولة، بالإضافة لتصنيع أي أدوية بها نواقص بالسوق المحلية.