ظلام دامس وليل لا يرى القمر بل تنيره صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، وصبح لا نرى فيه سوى أشلاء الأطفال والرجال والنساء والعجزة، صرخات لا يوقفها أحد، ومأساة تجسدت على مدار 49 يومًا منذ اندلعت الحرب على قطاع غزة، هذا الشعب المحاصر الذي لم يفقد عزته وكرامته ووقف صامدًا رغم الصعاب أمام العدوان الغاشم، حتى أعلنت الهدنة عن هدوء مؤقت يلتقط فيه هؤلاء الأبطال أنفاسهم، وهي الفترة التي قررت فيها الأردنية زين عوض التعبير عما حدث للفلسطينيين من خلال أغنية تحمل كلمات بسيطة، وواضحة تحمل أسم "فلسطين تجمعنا".
لم تستغرق الأردنية زين عوض وقتًا لتوافق على "فلسطين تجمعنا" وتحكى كواليس العمل: "عندما استمعت إلى الأغنية أحببتها، وذهبنا إلى الاستديو في اليوم التالي لتسجيلها على الفور، واستغرقت وقتًا قبلها في اختيار عمل مناسب خاصة أن القضية حساسة ومن الصعب اختيار كلمات، إذ أردت التعبير بكلمات تحمل في طياتها حماسة وثورة وإيجابية، إلى أن وجدت "فلسطين تجمعنا"، كلمات رامي يوسف وتوزيع طوني سابا من بيروت وسجلناها بالأردن".
وعما إذا كانت انتظرت الهدنة لطرح الأغنية قالت: "لم أعرف أن الهدنة ستطبق في تلك الأيام، لكن انتظرت خبرًا جيدًا، وحينما شعرنا بالانتصار رغم سقوط العديد من الشهداء، طرحنا الأغنية التي نخبر فيها أم الشهيد أن نجلها حر، وأخبر العالم معنى الحرية والكرامة".
استعانت زين عوض وصنّاع الأغنية بالجرافيك وعن سبب ذلك قالت: "أردنا أن نكون بقلب الحدث من خلال الاستعانة ببعض المشاهد الواقعية مع استخدام الجرافيك، قبل أن نقرر إضافة مشاهد للأسرى الفلسطينيين حينما عرفنا أن هناك هدنة".
في فترة زمنية قصيرة تلقت الأردنية زين عوض ردود فعل إيجابية حول الأغنية، إذ قالت: "رغم أنه لم يمر وقت على طرح الأغنية فإن من استمع لها سعد بها، وشعروا بالأمل والحب والوعي والوطنية، فالأغنية لا تحمل مبالغة فكلماتها وألحانها بسيطة حتى تصل أسرع إلى من يسمعها، كما أنوى أن أحيي حفلًا أعزف وأغني بها قريبًا وأتبرع بجزء من عوائده إلى غزة".
وتابعت: "نحن رأينا ما نعجز عن التعبير عنه، فقد رأينا الوحشية والقهر، لكنها خلقت بداخلنا أملًا وصارت هناك صحوة، خصوصًا مع ظهور مقاطعة الشعوب ووحدتنا، وفي رأيي أن دور الفنان مهم لأن إحساسه يصل مباشرة للقلب".
الأردن وفلسطين دائمًا شعب واحد وبلدنا لا تزال متألمة، وحينما كنت أذهب لشراء أي شيء أجد الناس في الشارع تبكي، وكل أردني تألم ورأينا أصوات الناس التي عبرت عن غضبها، ففلسطين تجمعنا دائمًا لأنها قضية العرب، فهي وحدتنا وجعلتنا نرى الواقع المؤلم الذي نعيشه، وأيضًا جعلت الجيل الجديد يعرف عدوه، وكيف يحارب بكل الوسائل هذا العدوان الغاشم.
وأكدت أن الفترة التي شهدت الحرب كانت صعبة عليها، وتضرعت فيها إلى الله بالدعاء، وقالت: "النصر قريب والحقيقة تطول حتى تظهر ولكن لا يختلف عليها اثنان، ورأينا الأكاذيب بأعيننا وتحول الصحافة الغربية عن الحق، ولكن سيظل بداخلنا أمل".